رغم المد والجزر الذي تعرفه العلاقات المغربية الإسبانية فهي تبقى علاقات جيدة بين البلدين على العموم. وكان ثباتيرو صرح خلال ندوة صحفية عقدها في ختام زيارة العمل كان قد قام بها للمغرب، أن هناك حوارا أخويا مثمرا قائما على الثقة بين المغرب وإسبانيا على جميع المستويات"، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين "طيبة وستظل دوما كذلك". وأكد رئيس الحكومة الإسبانية، خوصي لويس رودريغيز ثاباتيرو، أن زيارته إلى المغرب تعكس إرادة إسبانيا في إقامة علاقات متميزة مع المغرب. وأشاد ثاباتيرو في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الأول، عباس الفاسي، في ختام زيارة عمل التي قام بها للمغرب، بمتانة العلاقات البناءة التي ربطت بصورة دائمة بين المغرب وإسبانيا. وقال رئيس الحكومة الإسبانية، الذي كان قدقام بأول زيارة له للمغرب عقب إعادة انتخابه على رأس حكومة بلاده، أن "العلاقات بين المغرب وإسبانيا جيدة وستظل كذلك على الدوام". وبعد أن وصف المغرب بالبلد "الجار والصديق" الذي تجمعه بإسبانيا روابط تتقوى أكثر فأكثر في المجال الاقتصادي، أكد أن هذا التعاون يشمل أيضا مجالات الأمن ومحاربة الهجرة السرية. وذكر ثاباتيرو، في هذا الصدد، بمشروع الربط القار بين البلدين عبر مضيق جبل طارق، الذي سيعزز التعاون المغربي الإسباني، الذي يوجد اليوم في وضعية متميزة، وسيشجع المبادلات بين القارتين الإفريقية والأوروبية. وفي السياق ذاته، نوه ثاباتيرو بالدور الذي يضطلع به نحو 500 ألف مغربي يقيمون بإسبانيا، والذين يساهمون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلدين على حد سواء. وأشاد رئيس الحكومة الإسبانية، بعد تذكيره بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة بين البلدين، بمتانة العلاقات الثنائية كما يشهد على ذلك انتظام المشاورات بين المغرب وإسبانيا. وأضاف أن متانة هذه العلاقات تتجلى من خلال المستوى المتميز للمبادلات التجارية، التي تجعل من المغرب وجهة مفضلة بالنسبة للمستثمرين الإسبان. وفي معرض تذكيره بوجود أزيد من 600 مقاولة إسبانية بالمغرب، شدد المسؤول الإسباني على ضرورة تكثيف العلاقات بين الرباط ومدريد، كما أشار من جهة أخرى إلى أهمية اجتماع اللجنة العليا الذي ينعقد سنويا في المغرب أو في إسبانيا. وأعلن في هذا الصدد عن قيام عدة بعثات وزارية إسبانية بزيارات للمغرب في الأسابيع المقبلة في أفق التهيئ للاجتماع من مستوى عال المزمع انعقاده بمدريد في نونبر المقبل. وأكد رئيس الحكومة الإسبانية، أن اجتماع اللجنة المغربية - الإسبانية العليا، سينكب على وضع الإطار المستقبلي للتعاون والحوار بين المغرب وإسبانيا. وأكد ثاباتيرو أن هذا اللقاء "المهم" سيتمحور على الخصوص حول قضايا الهجرة والاقتصاد والثقافة، فضلا عن مواضيع أخرى ذات الاهتمام المشترك. واعتبر أن هذا اللقاء يأتي في إطار المشاورات الدائمة بين حكومتي البلدين لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية المتميزة.