مازالت الخدمات الصحية بإقليم سطات لن ترقى الى طموحات وتطلعات السكان ،بل الأحرى من ذلك أصبحت تنتظر من يعالجها بعدما أصابها الاهمال وطالها النسيان في غياب رؤية واضحة واستراتيجية محكمة لدى الوزارة المعنية بالقطاع ، وفي هذا الاطار التأمت مجموعة من الجمعيات الناطقة باسم المجتمع المدني المحلي بسطات ،صباح يوم :الاثنين 02 فبراير الجاري في وقفة احتجاجية نظمتها أمام المدخل الرئيسي للمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات ،وذلك احتجاجا على ما أسموه تردي الخدمات الصحية بهذا المرفق الهام بالجهة ككل الذي تحول الى مكتب لتصدير المرضى وذويهم الى مستشفيات صحية أخرى مجاورة أو لمصحات خصوصية بل أكثر من ذلك أصبح إعطاء مواعيد طويلة للمرضى خاصة المعوزين والطبقة المتوسطة التي تعد الشريحة الأكثر تضررا بالإقليم هو الحل الوحيد لمن بيدهم الأمر داخل هذه المؤسسة الاستشفائية بالجهة. المحتجون رفعوا لافتات ورددوا شعارات تعكس همومهم ومشاكلهم اليومية ،إذ صبوا من خلالها جام غضبهم على المسؤولين المعنيين مطالبينهم بالرحيل ومستنكرين افتقار المستشفى للتجهيزات الطبية الضرورية وتدني الخدمات بقسم الولادة الذي بات يشكل هاجسا رئيسيا لدى النساء الحوامل ناهيك عن مصلحة الفحص بالأشعة التي ليست أفضل حظا من باقي الأقسام وجهاز السكانير الدائم العطب ،أما قسم المستعجلات فحدث ولا حرج فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود. وقد أكدت إحدى الفاعلات الجمعويات في تصريح ل"العلم" أن المستشفى الجهوي تحول الى بناية أشباح بدون روح نتيجة إفراغه من أطره الطبية خاصة بأقسام الولادة والأطفال والمستعجلات وأصبح التسيب في التدبير والتسيير وغياب المسؤولية هي السمة السائدة داخل هذه المؤسسة الاستشفائية مما أدى الى معاناة المرضى وذويهم الذين أضحو مرغمين على تحمل مشاق التنقل للذهاب الى مستشفيات أخرى قصد للعلاج، كما حرصت على توجيه التحية لبعض الأطر الطبية والتمريضية التي تقوم بواجبها على أحسن وجه . هذا وفي سياق متصل عبرت مجموعة من الأسر التي حجت مساء يوم :السبت 31 يناير الماضي الى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى المذكور قصد تسلم جثت ذويها انطلاقا من اكرام الميت دفنه ،عن تذمرها واستيائها للحيف والتهميش ولامبالاة المسؤولين عن القطاع الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد عن المكالمات الهاتفية التي تقاطرت عليهم من أقارب الموتى الذين وجدو أنفسهم بين مطرقة النقص الحاد في الموارد البشرية والأطقم الطبية المؤهلة لهذا الغرض وسندان الانتظار القاتل وما يصاحبه من معاناة لا تعد ولا تحصى لأهل الميت خصوصا القادمين من العالم القروي . وإذا كانت النيابة العامة بسطات تقوم بواجبها في إخضاع جميع الجثث المشبوهة الى تشريح طبي للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة ،فالضرورة تحتم على المسؤولين عن قطاع الصحة بالإقليم انتداب طبيب أخصائي في الطب الشرعي مداوم أيام العطل الأسبوعية للتخفيف من معاناة المواطنين وإعفائهم من الذهاب الى مدينة الدارالبيضاء لإجراء عملية التشريح ويعلم الجميع كلفة المصاريف ومشاق التنقل. فهل ستتمكن الوزارة المعنية من إدراك الموقف وتقوم بوضع حد للنقص الحاد في الموارد البشرية بهذه المؤسسة الصحية الجهوية ؟ أم أن مشكل التشريح الطبي أيام العطل سينضاف الى ما صدحت به حناجر جمعيات المجتمع المدني خلال وقفتها الاحتجاجية والتي عرت عن الواقع الذي تعرفه أجنحة وأقسام المستشفى الذي يعيش حالة من التسيب والفوضى رغم التغييرات الأخيرة التي طالت المسؤولين الذين يقومون بتدبير شؤونه الادارية؟ وسيبقى التهميش والاقصاء واللامبالاة هي السمة البارزة عند من بيدهم الأمر ،وستظل معها معاناة المواطنين وأهالي الموتى والمواطنين بصفة عامة مستمرة الى إشعار آخر، إنه نداء نوجهه باسم السطاتيين نتمنى أن يجد الآذان الصاغية.