من سوء حظ أطفال الدارالبيضاء وعائلاتهم ، أن حديقة الترفيه سندباد المزمع افتتاحها قريبا ، سوف لن تشمل كافة الفضاء الأخضر الذي يشمل غابة سندباد ، وإنما فقط جزءا من ذلك الفضاء ، لأن تهيئة حديقة الترفيه ، اقترنت حسب الاتفاقية التي أشرف على توقيعها كل من الوالي السابق محمد بوسعيد ، ومحمد ساجد رئيس جماعة الدارالبيضاء ، ببناء إقامات تضم شققا سكنية من طابقين ، تاون هاوس، وفنادق ومحلات تجارية ، من طرف «كونسورسيوم»، يضم عدة شركات عقارية كبرى ، قيل أنه فاز بطلب العروض الذي أعلنت عنه " اللجنة الجهوية للاستثمار" ، من أجل اختيار فاعل لتهيئة وتجهيز حديقة الألعاب "سندباد " وكذلك تهيئة وتطوير وتسويق الموقع الذي يشتمل على فنادق وإقامات و محلات تجارية على مساحة 26,5 هكتار، في أفق أن تمتد المساحة إلى 32 هكتار، خصصت منها 200 ألف متر مربع للبناء. إن مجمل الفضاء الأخضر لغابة سندباد ، وموقعه الجميل والرائع قرب شاطئ عين الدئاب ، كان ينبغي تخصيصه بالكامل كمتنزه ترفيهي للبيضاويين ، نظرا للحاجة الماسة ، وافتقاد ساكنة الدارالبيضاء وأطفالهم لمتنزه طبيعي بالخصائص المتميزة كما هو الشأن بالنسبة لغابة سندباد . وعلى كل حال ، فإنه عندما تسيج الفضاءات الخضراء المحاطة بالإقامات السكنية الخاصة ، فإنها تصبح ملكا خاصا لأصحابها ، وليس لعموم الساكنة والمواطنين ، الذين عليهم أن لا يتعدوا حدود سياج تلك الإقامات الخاصة . إنها آفة الدارالبيضاء ، تلك التي تلتهم فيها إقامات الإسمنت ، المساحات الخضراء الجميلة ،ويلتهم معها حتى حقوق الأطفال في اللعب الترفيه وحق الاستجمام والترفيه للعائلات قرب واد الواقواق الذي يخترق غابة سندباد والذي تعرفه أجيال الدارالبيضاء السابقة.. إن ساكنة الدارالبيضاء ومعها أطفالها ، كانوا سيكون سعداء بالفعل لو أن غابة سندباد تم تخصيصها بالكامل للحديقة الترفيهية للألعاب والحديقة الايكولوجية وحديقة للحيوانات والمحلات التجارية والمطاعم ، بدون أية إقامات سكنية ..