في إطار المراقبة المستمرة للحالة الصحية للقطيع فإن وباء الطاعون الذي يصيب قطاع الماشية قد تم اكتشافه لأول مرة في المغرب خلال شهر يوليوز2008. ومع تأكيد وجود هذا الوباء اتخذت وزارة الفلاحة الإجراءات الصحية اللازمة لحصره على مستوى الاستغلالات المصابة ومنعه من الانتشار في باقي المناطق. وتلا ذلك اتخاذ إجراءات من قبيل: إحداث لجنة وطنية لليقظة في عين المكان اضافة الى خلية لمتابعة تطور الوباء على الصعيد المركزي. التنسيق المحكم مع قطاعات أخرى (الدرك الملكي، وزارة الداخلية). اعلام وتحسيس كل الفاعلين (المصالح والمختبرات البيطرية، جمعيات الكسابين، الجمهور.. الخ). إخطار المنظمة الدولية للصحة الحيوانية وإعلام منظمة التغذية والزراعة باللجنة الأوروبية بتطورات المرض. انتاج وإطلاق لقاح خاص ضد طاعون الماشية من طرف شركة بيوفارما التابعة للدولة. صياغة وتوزيع قرار خاص لوزارة الفلاحة والصيد البحري يوضح إجراءات المراقبة ومواجهة المرض وكذا تعويض الكسابين. وعلى كل تم تبني استراتيجية شاملة للقضاء على المرض على مدى ثلاث سنوات (2008 2010) من طرف وزارة الفلاحة بمراعاة توصيات خبراء منظمة التغذية والزراعة واتخذت هذه الاستراتيجية شكلا أوليا لتنفيذها بوضع برنامج مستعجل لتلقيح عام للقطيع قدر ب 22 مليون رأس... وتطلب برنامج التلقيح هذا غلافا ماليا قدر ب 80 مليون درهم وتم الشروع فيه منذ 20 شتنبر 2008 على مستوى التراب الوطني... وبلغ عدد رؤوس القطيع التي تم تلقيحها 5،20 مليون رأس وذلك بفضل اللقاح الذي تم تصنيعه محليا من طرف شركة بيوفارما التابعة للدولة. وبفضل هذه الإجراءات تم التحكم في الوضعية الصحية للقطيع إذ لم يتم التصريح بأي معقل آخر للمرض على الصعيد الوطني منذ 5 نوفمبر2008. وتجدر الإشارة الى استئصال وباء الطاعون الذي يصيب قطيع الماشية يعود في الغالب الى تسيير الوضعية الصحية للقطيع في دول الجوار إذ من المحتمل أن يكون المرض قد تسرب من المنطقة . وعليه فإن كل نقص على مستوى مراقبة المرض أو على مستوى التحكم فيه من طرف المصالح البيطرية لدول المنطقة يمكن أن يفشل كل المجهودات التي يقوم بها المغرب في هذا المجال. ولاستئصال هذا المرض العابر للحدود يجب وضع استراتيجية للتنسيق بين بلدان المنطقة... وعلى هذا الأساس فإن المنظمات الدولية المتخصصة وخاصة المنظمة الدولية للصحة الحيوانية ومنظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة (الفاو) تلعب دورا مهما في التوعية ووضع برامج جهوية للمراقبة والتحكم في الأمراض المعدية الحيوانية. ووعيا من المغرب بضرورة توفر تنسيق جهوي حقيقي يظل رهن الإشارة للعمل في هذا المجال والتنسيق بانفتاح تام على كل مبادرة مشتركة.