يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا فيلم كوميدي أمريكي جديد يحمل عنوان بالفرنسية « COMMENT TUER SON BOSS 2» هو الجزء الثاني للفيلم الذي أنجز سنة 2011 و الذي كان يحمل نفس العنوان أيضا. الفيلم الجديد يحمل عنوانا آخر باللغة بالإنجليزية ( HORRIBLLE BOSSES 2) ،و قد قام بإنجازه الممثل و المنتج و السيناريست الأمريكي سين أندرس ، و قام ببطولته نفس الثلاثي الذي قام ببطولة الجزء الأول ، و يتعلق الأمر بالممثلين جاسون باطمان في دور «نيك» و شارل داي في دور «ديل» و جاسون سودايكيس في دور «كيرت» ، كما شاركت فيه نخبة من أجود الممثلين الآخرين من بينهم الممثلة جينيفير أنيستون في دور الطبيبة «جوليا»، و الممثلين كيفين سبايسي في دور «دايف « و جامي فوكس في دور «جون» و الذي يحمل أيضا لقبا لا يخلو من وقاحة. الفيلم يستعرض خلال 108 دقيقة في قالب هزلي ساخر محنة الثلاثي «نيك» و «ديل» و «كيرت» الذين لم يعودوا يستحملون أوامر و تصرفات رؤسائهم في العمل، فقرروا أن يؤسسوا شركة خاصة بهم ، و تمكنوا من صنع رشاش للاغتسال (دوش) لم يسبق له نظير من قبل ، و قاموا بالبحث عن شركة تشتري من عندهم هذا المنتوج العجيب ، و وعدهم صاحب إحدى الشركات (الممثل كريستوف وولز) و ابنه «ريكس» (الممثل كريس بين) أن يشتريا من عندهم 100000 وحدة من هذا الرشاش، و طلبا منهم أن ينتجوا له هذا العدد ، فراحوا فرحين و سعداء و صرفوا كل الأموال التي كانوا يملكونها على توظيف المستخدمين وتجهيز المعمل الذي سينتجون فيه هذا الطلب بطريقة احترافية و هم في غاية النشاط و الحماس. تمكن هؤلاء الشبان الثلاثة من إنجاز ما طلب منهم، و لكن صدمتهم ستكون قوية عندما سيخبرهم صاب الشركة بأنه لم يعد في حاجة إلى منتوجهم، و هو أمر جعلهم يصابون بالإحباط و الاستغراب الكبيرين ، و أصبحوا في وضعية لا يملكون فيها قرشا لمواصلة العيش و ضمتن عيش أسرهم، فقرروا أن ينتقموا من هذا الشخص من خلال اختطاف ابنه و مساعده الشاب «ريكس» و مطالبته بفدية تعوض لهم ما ضاع منهم. سيقومون لإذن بالاتصال ببعض الأشخاص المتخصصين في هذا النوع من الأعمال ، و سيتشاورون مع «دايف» (الممثل كيفين سبايسي) و «جون» (الممثل جامي فوكس) الذي سيقترح عليهم خطة مقابل مبلغ مالي كبير ، و بما أنهم لا يملكون قرشا فقد طلب من أحدهم أن يسلمه ساعته اليدوية كضامنة. ستنطلق عملية الاختطاف في أجواء من الرعونات و البلاهة الأخطاء المقصودة لأنهم ليسوا محترفين بل يتصرفون بكامل الثقة و الطرافة و الهزل و السذاجة و البلاهة في أجواء محفوفة بالأخطار ، و بالرغم من كل ذلك فإن النتائج تكون دائما لصالحهم. سيختطفون الإبن «ريكس» و سيفاجأؤن عندما سيقترح عليهم أن ينضم إليهم للانتقام من أبيه الذي يكرهه و لا يستحمله، و سيتظاهر فعلا لوالده و لرجال الشرطة بأنه مختطف و يلح على والده أن يسلمهم الفدية حتى لا يقتلوه، و لكنه سيحاول بعد ذلك التخلص من الثلاثي و الاستحواذ على المال وحده ، غير أن حسن نية الثلاثي ستؤدي به في النهاية إلى إلقاء القبض عليه من طرف رجال الأمن بتهمة قتل والده و محاولة التظاهر بالاختطاف ، بينما سيتمكن الثلاثي من استرجاع حقهم في نهاية سعيدة بالنسبة لهم و لمساعديهم و ذويهم و مستخدميهم. يهدف هذا الفيلم الكوميدي إلى التسلية لا أقل و لا أكثر، و هي تسلية بسيطة و سطحية و تافهة أحيانا، تستعرض فيه بالتناوب و التكرار مختلف أنواع معاناة هؤلاء الموظفين الثلاثة المقهورين و المشموتين ، و هو عبارة عن كوميديا تجمع بين الهزل و المأساة، و بين المعاناة و التظاهر بالسعادة، و البلادة و السذاجة و التظاهر بالذكاء، و هو فيلم يقترب أكثر بنوعه و شكله من الفيلم التلفزيوني، يغري بالمشاهدة بنوعية الممثلين السينمائيين المقتدرين المشاركين فيه الذين كانوا نسبيا في راحة و استرخاء و تسلية مقارنة مع الأدوار التي شخصوها في أفلام جدية و قوية سابقة. القصة طريفة لا تخلو أيضا من إثارة ، تتوالى فيها الأحداث بإيقاع سريع تمتزج فيه الحركة و الموسيقى الصاخبة و الغناء و النشاط، تجمع بين المواقف و الحوارات الطريفة في محاولة تسلية و إضحاك المشاهد، و هي حوارات لا تخلو أحيانا من وقاحة لا تليق بالمشاهدة العائلية، كما أن تطوراتها المبتية على القتل و الانتقام (العين بالعين و السن بالسن) ليست تربوية و لو أنها هزلية و قد تؤثر سلبا في بعض المشاهدين الأطفال أو المراهقين ، و قد تم التحذير في شأن هذا الفيلم من طرف موزعيه بنه قد يصدم بعض المشاهدين بمضمونه.