رصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عدداً من الانتقادات التي أثيرت داخليا وخارجيا حول الزيارة السريعة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى باريس. وسلطت الصحيفة الضوء في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم على توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى فرنسا لحضور مسيرة حاشدة في العاصمة الفرنسية باريس لتكريم ضحايا الإرهاب الذين قتلوا في سلسلة من الهجمات في فرنسا الأسبوع الماضي، حيث كان من بين القتلى أربعة يهود. ولفتت إلى أنه عندما جاءت الدعوة الأولى للمشاركة في المسيرة، أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه إن رئيس الوزراء لن يكون قادرا على حضور هذه المظاهرة نظرا "لصعوبات أمنية",ولكن بعد أن أعلن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان أنه سيمثل إسرائيل في هذه المسيرة، قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء غير رأيه وإنه سيتوجه إلى فرنسا..مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت وعضو الكنيست من حزب شاس إيلي يشاي، حضرا المسيرة أيضا. وأوضحت "يديعوت احرونوت" أنها علمت أن الجانب الفرنسي كان غاضبا لان نتنياهو حضر المسيرة برفقة إثنين من وزرائه البارزين وعضو في الكنيست، في حين أن معظم الدول أرسلت فقط مسؤولا واحدا بارزا، وهو الأمر الذي جعله يثير صعوبات للوفد الإسرائيلي. وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الفرنسية كانت تفضل غياب نتنياهو عن مظاهرة التنديد بالإرهاب، نظرا لأن "وصوله يمكن أن يثير مشكلات"، حيث ذكرت وسائل الإعلام في فرنسا أن وصول نتنياهو إلى العاصمة الفرنسية يمكن أن يخطف الأضواء من الحرب على الإرهاب، وأن يتركز الاهتمام بدلا من ذلك على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.. خاصة مع حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيضا المسيرة، حيث ظهرا في الصف الأمامي للمسيرة جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرهما من القادة الأوروبيين والعرب. وأشارت إلى أمر آخر أثار انتقاد وغضب الفرنسيين؛ وهو دعوة نتنياهو وليبرمان وعدد من الزعماء اليهود، ليهود فرنسا بالهجرة إلى إسرائيل. وداخليا واجه نتنياهو انتقادات من الساسة المعارضين هناك حول تكلفة رحلته إلى باريس والتي بلغت 177 ألف دولار,حيث سافر رئيس الوزراء إلى فرنسا برفقة وزير خارجيته لإقامة ليلة واحدة،ولا يتضمن المبلغ المذكور تكلفة إقامة الحراس المكلفين بتأمين نتنياهو ومعاونيه,كما أن هذه التكاليف لا تشمل نفقات سفر نفتالي بينيت وعضو الكنيست إيلي يشاي، اللذين وصلا إلى باريس بشكل منفصل عن نتنياهو وليبرمان، وهو ما اعتبرته المعارضة إهدارا للمال العام.