مع انقضاء سنة 2014، تدخل المأساة السورية عامها الرابع ولا يزال السوريون يقتلون يومياً بالعشرات والمئات، ويشردون وينزحون في شتى أصقاع الأرض من دول الجوار إلى آخر بلدان أوروبا. وإن كان كل عام منذ 2011 يشهد سقوط المئات والآلاف من القتلى، فقد ودع عام 2014 سوريا بأكثر من 32 ألف قتيل سقطوا على يد النظام السوري، بينهم 4 آلاف طفل. وفي هذا السياق، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 39021، قتل النظام وحده أكثر من 32 ألفا منهم، جلهم من المدنيين. وقد وصلت نسبة المدنيين المستهدفين حوالي 75 في المائة من مجموع القتلى. وفي تفاصيل التقرير الذي نشرته الشبكة بمناسبة نهاية العام، فإن "قوات النظام قتلت ما لا يقل عن 32507 أشخاص، من بينهم 24430 مدنياً، و8077 مقاتلاً من المعارضة المسلحة، وكان بين المدنيين 3629 طفلاً، و3714 امرأة، لتصل نسبة القتلى من المدنيين 75 بالمئة، نسبة الأطفال والنساء منهم 30 في الائة". ولفتت الشبكة إلى أن "النظام استخدم طرقا عديدة للقتل، فإضافة إلى القصف بالطائرات والصواريخ والمدفعية، فقد قتل 32 مدنياً برصاص قناصة، و48 مدنيا باستخدام الذخائر العنقودية، في 92 مرة قصفت بها بهذا السلاح، من بينهم نساء وأطفال، كما قتل سوريون باستخدام الغازات السامة، فضلا عن استهداف الكوادر الطبية والإعلامية، وقتلى سقطوا جراء التعذيب". في المقابل، أشارت الشبكة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة "ارتكبت العديد من الانتهاكات، تمثلت بقصف أحياء سكنية بشكل خاص عبر قذائف الهاون، حيث سجلت الشبكة مقتل 1257 شخصاً، وهم 1183 مدنيا، من بينهم 291 طفلاً، و242 امرأة، وإعلامي واحد، فيما قتلت 74 مقاتلاً، وكل ذلك خلال 2014". ورغم المآسي، يبقى أمل السوريين أن تحل سنة 2015 فيصبحون على وطن جديد، وطن كالذي حلموا به يوم نزلوا إلى الساحات في بداية الثورة مطالبين بالحرية.