ضحية أخرى تم تسجيلها أخيراً بسبب حرب مقاتلات التهريب، وهذه المرة لرجل أمن كان قيد حياته يعمل بمفوضية أمن بركان، والذي لقي حتفه بمدينة وجدة بعد أن دهسته سيارة «مقاتلة» تستعمل في تهريب المحروقات من الجزائر ، حيث كان الهالك وشخص آخر يمتطيان سيارة أجرة صغيرة بالمدينة، نقلا على اثرها الى قسم الانعاش بمستشفى الفارابي أين لفظ الشرطي أنفاسه.. وكان أشخاص آخرون لقوا حتفهم قرب المركز الحدودي «جوج بغال» بعد أن دهستهم مقاتلة كانت تسير بسرعة جنونية... فيما اصطدمت مقاتلة على مستوى قنطرة محمد الخامس بوجدة بسيارة تابعة لمصالح الأمن نتج عن الحادث إصابة شرطي بكسور وجروح بليغة.. الى ذلك ومنذ شهر رمضان الأخير شنت مصالح الأمن بولاية أمن وجدة حملات لمحاربة نشاط التهريب وحركة المقاتلات التي تتناسل يوما بعد يوم... وهكذا تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية من حجز 42 ناقلة منها 12 مقاتل و 30 دراجة نارية في الفترة الممتدة ما بين شتنبر 2008 و 15 أكتوبر المنصرم، وحجزت ذات المصلحة على إثر ذلك ما المجموعه 11 طنا و 169 لتر من البنزين المهرب و 2280 بذلة للألبسة الرياضية المهربة و 40 كيسا من الأسمدة و 1700 كلج من الدقيق المهربين من الجزائر... ورغم ما يبذل من مجهودات من طرف السلطات الأمنية والجمارك والدرك الملكي فمازالت عشرات المقاتلات تتحرك وتنشط على مستوى عدد من شوارع وأحياء مدينة وجدة في سباق محموم مع الموت وهي تتحدى جميع الحواجز البشرية الطبيعية وقد شبه السكان هذه المقاتلات بالمدرعات العسكرية الحاملة لقنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة، حيث تحصد كل شخص وجدته في طريقها أو حيوان أو بناية.. وأفادت مصدر من ولاية الجهة الشرقية أن السلطات تعمل على إتلاف ما يقارب 1000 مقاتلة في السنة ، يلوذ أغلب سائقيها بالفرار ليقتنوا غيرها ويعدوها للتهريب. وتؤكد بعض الإحصائيات فضاعة الكارثة التي تتسبب فيها هذه المقاتلات، حيث ذهب عدد كبير من المواطنين الأبرياء ضحايا هذه الآليات التي لاترحم دون أن ينال القتلة من سائقيها جزاء جرائمهم... أما السلطات الجمركية فقامت بدورها وما تزال بحجز 1600 مقاتلة من مختلف الأنواع خلال سنة 2006 و 1700 مقاتلة سنة 2007 وخاصة على مستوى الطريق الوطني والمسالك المؤدية الى الشريط الحدودي المغربي الجزائري.