اهتز سكان مدينة تاوريرت بالجهة الشرقية لنبأ حادثة سير شنيعة تسببت فيها «مقاتلة» لتهريب البنزين الجزائري أودت بحياة شابين/ أبناء عمومة يقطن أحدهما بتجزئة النصر/لكرارمة والآخر بتجزئة مولاي علي الشريف، ويتعلق الأمر بالمرحومين (يوسف البلغيتي وفريد البلغيتي). وقد وقعت الحادثة المؤلمة قرب دوار أولاد القندوسي (سيدي الطيب) على بضعة كيلومترات من الملتقى الطرقي المؤدي الى سد محمد الخامس (الطريق الثانوية رقم 623) حيث كان المعنيان اللذان اشتريا «بيسكوي» من دكان بالمنطقة يمتطيان دراجة نارية من نوع ريمكو ويسيران عبر الطريق عائدين الى مدينة تاوريرت ، وقد فوجئا بمقاتلة/من نوع مرسديس 280 «خضراء اللون» فقد سائقها التحكم فيها، فصطدم بهما خاصة وان السيارة كانت قادمة من الاتجاه المعاكس لهما، الأمر الذي أدى الى إصابة الضحيتين إصابات جد بليغة، استدعت نقلهما الى المستشفى بمدينة العيونالشرقية، ثم بعد ذلك الى مستشفى الفارابي بوجدة نظرا لخطورة إصابتهما، الأمر الذي أدى الى وفاة الضحية: يوسف البلغيتي 37 سنة بعد أربع ساعات من وقوع الحادثة حوالي 11 و 30 دقيقة ليلا من نفس اليوم تاركا وراءه زوجة وطفلين، أما الضحية الثاني:فريد البلغيتي 28 سنة فقد فارق الحياة بدوره في اليوم الموالي.. وقد لاذ سائق السيارة مرسديس 280 ومرافقه بالفرار، بعد أن قاما بنزع لوحة رقم السيارة/المقاتلة حتى لا يتركا أثرهما بعد الحادث المؤلم. كما أفادت بعض المصادر أن شرطيا لقي مصرعه صبيحة يوم الجمعة 31 أكتوبر بمدينة بركان بعد أن داسته «مقاتلة» وهو يزاول عمله. حادثة السير التي أودت بحياة الشرطي رغم المجهودات التي قامت بها الجهات المختصة كانت بسبب إفراط المقاتلة في السرعة. وقد لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة في اليوم الموالي/أي السبت بمستشفى الفارابي بوجدة. وأفادت بعض المصادر أن الأبحاث جارية لإلقاء القبض على سائق «المقاتلة» الذي لاذ بالفرار.. وقد وارى جثمان الضحية الثرى بحضور عدد من المسؤولين الأمنيين والسلطات المحلية وجمهور من المواطنين. كما نجا سائق مقاتلة من نوع رونو 18 كانت محملة ببراميل البنزين بأعجوبة، حيث انقلبت المقاتلة لعدة مرات بسبب اصطدامها بسيارة من نوع فورد (ترانزيت) تحمل أرقاما إسبانية، وذلك بالطريق الوطنية رقم 19 الرابطة بين مدينتي تاوريرت ودبدو، بالنقطة الكيلومترية 156. وقد لاذ سائق المقاتلة ومرافقه بالفرار مخلفين وراءهما السيارة منقلبة بما تحمله من براميل بنزين مهرب. ونشير إلى أن ركاب سيارة فورد لم يصابوا بأي أذى. كما تعرض سائق سيارة أجرة صغيرة بوجدة الى اصطدام مع «مقاتلة» حيث أصيب سائق الطاكسي بكسور وجرح خطيرة، سلمت له شهادة طبية تثبت عجزه لمدة 70 يوما. وحتى لا يترك المهربان أثراً داخل سيارتهما قاما بنزع عجلاتها والبنزين تم أضرما النيران فيها. وقد أصبحت عمليات إضرام النيران في «المقاتلات» أثناء تعرضها للاعطاب وبعد شعور المهربين وقوعهم بين أيدي الجمارك والدرك الملكي والأمن أمراً عاديا. كما أن عشرات «المقاتلات» سبق أن اندلعت النيران في هياكلها أثناء تحركاتها بالطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين مدينتي سلا ووجدة، أو عند احتكاكها بآليات أخرى... وكم من سائق أصبحت جثته مفحمة، فالمقاتلات يعتبرها أبناء المنطقة الشرقية بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في كل وقت وحين. وأفادت بعض المصادر أن مصالح الدرك الملكي بالجهة الشرقية حجزت (لوحدها) في الفترة الممتدة بين فاتح يناير 2007 و 17 أكتوبر 2008 حوالي 1388 مقاتلة ووسائل نقل أخرى و 670118 لتر من الغازوال والبنزين المهرب من الجزائر (651443 لتر كازوال و 18675 لتر بنزين). وحسب التقديرات الأولية فإن هذه الحمولة المهربة تقدر قيمتها بما يقارب 53،176.45 درهما. ونشير أن مهربي البنزين والغازوال أصبحوا مجبرين للبحث عن منافذ جديدة لتسريب بضاعتهم المهربة من الجزائر بعد ما ضاق عليهم الخناق بمسالك تاوريرت: