تأبى عشرات القنوات العالمية إلاّ أن تواصل بثها لملعب الأمير مولاي عبد الله مع إبراز فضيحة الكراطة والبونج والجفافة، كلما تعلق الأمر بكأس العالم للأندية الذي أقيم مؤخراً بالمغرب، بل كلما تعلق الأمر بالرياضة في المغرب. رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران اعتبر هذه الفضيحة أمراً عادياً، وصرح بأن هذا الحدث تم النفخ فيه أكثر من اللازم، وأنه ليس كارثة وطنية، بل أعلن مساندته ودعمه للوزير أوزين علانية، ليمتد الاستعداد والدعم إلى وزراء التجمع وبرلمانييه الذين أعربوا عنه، بل إن نواب الحزب الحاكم تلقوا تعليمات بعدم إحراج أوزين في البرلمان وعدم مساءلته عن هذه الفضيحة. هذا الدعم امتد إلى حزب أوزين الذي صرح زعيمه العنصر بأنه يساند وزير الكراطة والب ونج، وكان المكتب السياسي للحزب على أهبة الانعقاد لإصدار بلاغ في هذا الشأن لولا صدور تعليمات ملكية سامية في حق الوزير. ورغم ذلك مازال العنصر يساند ويدعم، ومازال يصرح بأن دعمه ومساندته لوزير الشباب والرياضة نابع من قناعته كمسؤول سياسي، وأنه لم يتعرض قط لأي ضغط، وخاصة من طرف المرأة الحديدية في الحركة حماة الوزير. المواطنون متفقون مع رئيس الحكومة على أن هذه الفضيحة ليست كارثة وطنية، لأنهم يجمعون على أنها كارثة عالمية، هي فضيحة بالجلاجل كما يقال، فضيحة عرّت واقعنا الهش، واقع المغرب الذي ما فتئ يقدم ملفات ترشيحاته لاحتضان أكبر الملتقيات الرياضية، والذي يسعى إلى تنمية بنياته الرياضية، وتقوية علاقاته مع الجهات المسؤولة عن الرياضة عالمياً. المواطنون الذين مازالوا لم يهضموا بعد فضيحة الكراطة والبونج لايريدون الدخول في متاهة تحديد المسؤوليات بين الشركة المكلفة بتثبيت العشب ومسؤولي الوزارة، مادام الأمر يتعلق بوزارة مشرفة هي وزارة أوزين، فهو المسؤول الأول والأخير عن هذه الفضيحة رغم أنه ليس «طاشروناً ولا بنّاياً» كما صرحت بذلك حماته. وكان على الوزير أوزين أن يتحلى بالشجاعة ويعلن عن تقديم استقالته من الحكومة خاصة بعدما أظهرت بعض ملامح التحقيقات الجارية ضلوعه في اختيار نوعية العشب، وتورطه في تغيير الملعب من أكادير إلى الرباط، إضافة إلى عدة أخطاء سابقة. الشعب المغربي الذي تجد شريحة هامة منه ملاذها في كرة القدم أحس بالإهانة وهو يشاهد صور فضيحة ملعب الأمير مولاي عبدالله، خاصة وأن هذه الصور أصبحت مقرونة لدى القنوات العالمية بدوري الموندياليتو، هذا الشعب لم يخفف عنه هذه الإهانة سوى الأمر الملكي السامي القاضي بتوقيف نشاط الوزير أوزين المرتبط بالرياضة في انتظار توقيفه نهائياً. والحناجر المبحوحة التي كانت تهتف بالأمس مطالبة بإقالة الوزير أوزين من الحكومة، هي نفس الحناجر التي تصرخ عالياً. شكراً لجلالة الملك الذي شاهد هذه الفضيحة، وتهتف بأعلى ما أوتيت من قوة شكراً لجلالة الملك الذي استوعب بسرعة غضب المواطنين، وتلك عادة جلالته عندما يتم المساس بصورة المغرب ومحاولة تشويهها.