هل مازال المسؤولون عن الرياضة في بلادنا يملكون ذرة من الجرأة ليعيدوا تقديم ملف ترشيح المغرب لاحتضان منافسة أولمبية أو قارية ، بعد فضيحة مركب الأمير مولاي عبد الله ؟0 هي شوهة ما بعدها شوهة، وفضيحة ما بعدها فضيحة، إذ نقلت أكثر من 60 قناة تلفزية صورا تسيء لملاعب كرة القدم المغربية خلال نقلها لأطوار ربع نهائي كاس العالم للأندية ، مما خلف موجة عارمة من الاستياء لدى عموم المغاربة. العديد من الصحف ، وخاصة الاسبانية ، خصصت مقالات تقطر سخرية تقول فيها إن فريق ريال مدريد سيخوض مبارياته ، في مسبح أو مستنقع ماء، والمحللون الرياضيون في قنوات فرنسية اندهشوا لحالة ملاعبنا وألقوا باللائمة على المسؤولين المغاربة القائمين على أمر الرياضة. لا شك أن وزارة الشباب والرياضة هي المسؤولة الأولى عن هذه الفضيحة ، فلقد أمطرنا الوزير اوزين غير ما مرة بتصريحات تطمئننا على جاهزية مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط ، ورغم تحفظات لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا "على وضعية الملعب ، فقد عاد الوزير لتأكيد هذه الجاهزية، وقد عاين الجميع هذه الجاهزية عندما كان العمال يستعملون ( البونج والكراطة ) لجمع المياه المتراكمة على أرضية الملعب. ووزيرنا في الرياضة ( الله يهديه) لا يتقبل الملاحظة والنقد، وخاصة إذا كان ذلك صادرا من الصحافة، إذ يضيق صدره و يشرع في إرسال شتائمه يميناً وشمالا، متهما الصحفيين بسوء النية. والغريب في الأمر انه عندما نبهت الصحافة الوزير اوزين إلى الوضعية التي بات عليها الملعب بسبب أولى أمطار الخير التي شهدتها المملكة ، والتي ألحقت أضرارا بعشب الملعب تم تداولها على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" انتقد اوزين خلال حلوله ضيفا على القناة الأولى وسائل الإعلام ، وقال آنذاك بان الصورة التي تظهر حفر الملعب قديمة ، واعتبر مسالة نشرها نابعة عن نية مبيتة يراد بها الإساءة إليه كوزير للرياضة . ونحن في الصحافة سنصوم الآن عن الرد على الوزير اوزين، لننصحه فقط بان يشاهد مرارا وتكرارا صور ( البونج والكراطة )، في ملعب كان مهيأ لاحتضان ريال مدريد ، بل نلح على السيد الوزير أن يحتفظ بصورة كبيرة لهذه اللقطة ويعلقها في صدارة أهم غرفة لتظل ذكرى تؤرخ لتقلده زمام وزارة الرياضة و ( الكراطة). الوزير اوزين ضالع في مسؤولية هذه الفضيحة حتى النخاع ، ذلك أن مدير الشركة المشرفة على تثبيت العشب في الملعب صرح بان وزارة اوزين ومن معها ، مسؤولون عن الفضيحة ، فالوزارة لم تحسن تدبير المدة الكاملة لإصلاح الملعب ، ولم تسلمه للصيانة إلا قبل أسابيع من انطلاق المنافسات ، بل صاحب الشركة يعترف انه لم يقم بتسليم الملعب بصفة رسمية لأنه كان مازال في حاجة إلى إصلاح ، وإذن فلماذا تسلمه اوزين على تلك الحالة ؟. آلاف. المواطنين الوافدين من كل مناطق المغرب على الرباط لمشاهدة مباراة الريال مدريد ، ومئات المواطنين القادمين من خارج البلاد ، والاف الشباب والأطفال الذين كانوا يمنون أنفسهم بهذه الفرجة ، هؤلاء الذين جروا اذيال الخيبة صباح يوم الاثنين لاستبدال تذاكرهم تطبيقا لبلاغ وزارة اوزين ، وهولاء الذين تدبروا احوالهم في الاكل والمبيت في انتظار المباراة ، كلهم انتابهم الغضب الأسود لان اوزين أجهض فرحتهم، بل كانوا على أتم الاستعداد ليحمل كل واحد منهم ( بونجة وكراطة ) للاسراع بتخليص الملعب من برك الماء. كل هؤلاء سيظلون محتفظين في ذاكرتهم مهما تقدم بهم العمر مشهد ( البونج والكراطة ) في عهد الوزير اوزين الذي عاينت وزارته بيع التذاكر في السوق السوداء . المواطنون يتمنون ان يتحلى الوزير بالشجاعة للاعتراف بأخطائه ومسؤوليته عن هذه الفضيحة ، وفي ذلك شيء من روح المواطنة، وإلا فان المنطق يفرض عليه الرحيل بعدما تبخرت 22 مليار قيمة صفقة إصلاح الملعب .