كتب الصحفي المتميز الزميل نورالدين مفتاح، افتتاحية موفقة كعادته بصحيفته "الأيام"، تناول فيها بالتحليل فضيحة الوزير الحركي محمد أوزين، بعدما فضحت البرك المائية واقع ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي كان مرشحا ليحتضن مباراة نصف النهاية بين ريال مدريد وكروز أزول المكسيكي غدا الثلاثاء، قبل أن يضغط الريال لنقل المباراة إلى ملعب مراكش. حيث يؤكد الزميل مفتاح في افتتاحيته: "قد يقولون إنه عندما تسقط البقرة تكثر السكاكين، وهذا ما جرى مع شوهة عشب مركب الأمير مولاي عبد الله الذي تحوَّل إلى مسبح بلدي خلال مباراة تصفيات كأس العالم للأندية مساء الجمعة الماضي، إلا أن سكاكين الشماتة والتمشخير والتنكيت على المغرب كانت مستحقة ولو أننا كمغاربة مجروحون في كبريائنا بما فعله المستهترون منا، وعلى رأسهم الوزير أوزين الذي ليس له من الزين إلا الاسم.
ولا أذكر من كتب عند انطلاق هذه الدورة من كأس العالم للأندية بأن عيسى حياتو يعض على أصابعه من الندم، وهو يرى هذه المعجزة المغربية في افتتاح الألعاب بالرباط، لأنه لم ينتظر المغرب حتى يحتضن كأس إفريقيا للأمم، وها نحن نرى من يعض على أصابع رجليه من الخجل اليوم، ونحن لم نكتف بشوهة الملعب الذي أكل الملايير من أجل إصلاحه وتحول إلى بركة ماء، بل أدخلنا إلى كتاب غينيس أكبر مكنسة (كرّاطة) في العالم ونحن نحاول شفط الماء بالإسفنج والأسطل!
وإذا كان المغرب قد قرر تأجيل احتضان كأس إفريقيا للأمم بسبب الاحتياط الوقائي من فيروس إيبولا، فإن ما جرى يوم السبت كان معاينة عالمية على الهواء مباشرة لخروج فيروس جديد اسمه "إيبوماء" أودى بحياة رهان مغربي مشروع على الإتقان فكان الهوان.
لقد هزنا الماء فعلا، وخسرنا في صورة المغرب خارجيا ميزانية سفاراتنا لعشر سنوات وميزانية المكتب الوطني للسياحة لعشرين سنة، وأما الرياضة فعليها السلام والسلام.
ماذا قالت الحكومة؟ خرج وزير الحركة أوزين بنفس العجرفة الخاوية وقال إن ما جرى هو "خيانة للوطن". جميل! ولكن من خان ماذا؟ يقول أوزين دون أن يرف له جفن: "أنا لست المسؤول عن فضيحة أرضية ملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله لأنني كلفت الشركة بأمر تعشيب الملعب، فكيف لي أن أعرف بوجود عملية غش في عملية تعشيب أرضية الملعب؟".
السي أوزين، مع كل هذه الجنازة أنت تدعونا إلى محاسبة شركة أنت كلَّفتها، فهل سنصوت في الانتخابات المقبلة على الشركات؟ أليست مراقبة الالتزامات في الصفقات من صميم مسؤوليتكم كوزير يجلس على كرسي وثير ويحكم الناس؟،
وبما أنك أنت من اختار الشركة ولم تراقبها فلقد بعتَ لنا وللفيفا وللعالمين القرد وتضحك علينا، بعدما غرق هذا القرد مع العشب مع الملعب مع حلم المونديال مع سمعة البلاد مع مصداقيتنا في الوفاء بالالتزامات. الحاصول.. الله يأخذ فيك الحق والسّلام.