استياء وقلق وانزعاج من التواجد القطري "الكثيف" في كل شرايين الحياة الفرنسية.. في الرياضة والنفط والطيران والعقارات والأزياء والإكسسوارات والفنادق وحتى السياسة.. موضوع قطر اكتسح بشكل واسع المشهد السياسي الفرنسي حيث تناولت معظم الأحزاب السياسية مدعومة بوسائل الإعلام المكتوب والمرئي التواجد المالي القطريبفرنسا بصيغة لاذعة وأسئلة مباشرة عما أسمته بوضع "غير سوي" في العلاقة بين البلدين بعد أن أقرت الحكومة الفرنسية موافقتها على تمويل قطر لمشاريع اقتصادية في الضواحي الفرنسية. وقد انقسمت الآراء بشأن المشاريع القطرية بين مؤيدين (وهم قلة قليلة جدا) يرون في المساعدات المالية القطرية التفاتة إنسانية ستعود بالنفع على الضواحي التي تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، ومعارضين يخشون أن تذهب هذه الأموال إلى منظمات إسلامية أو سلفية قد تُسخرها لتمويل نشاطاتها بما يسهم في تأجيج الوضع غير المستقر في هذه الضواحي. ويذهب البعض إلى أن الخطوة القطرية قد تعطي فرصة إضافية لليمين المتطرف ليصب الزيت على النار لاسيما بعد التصريحات الأخيرة لزعيمته مارين لوبن التي وصفت الصندوق القطري للمناطق الفقيرة في فرنسا ب"حصان طروادة للإسلاميين" ورأت فيه تهديدا مباشرا "للاستقلال الوطني". أما الصحافة الفرنسية فقد انتقلت من طور الكتابة التلميحية المتحفظة التي كانت تتناول بها الحضور المالي القطري، إلى طور النقد اللاذع لعلاقة قطر بدولتهم وبمسئوليهم، ساخرة بشدة من كون قطر التي لا يزيد عدد سكانها عن عدد سكان مدينة صغيرة من حجم نانت أو أوكسير، حاضرة في جميع ما هو "نابض" في الحياة الفرنسية. فقطر، كما جاء في معظم الصحف الفرنسية، اشترت فريق كرة القدم الباريسي، وقطر شريك أساسي في مجموعة "لاغاردير" للإعلام والرياضة والطيران، وقطر مساهم في شركة النفط الفرنسية "طوطال"، وقطر تشارك بحصة كبيرة في مجموعة شركاتLVMH للأزياء والإكسسوارات والعطور والمجوهرات والكحول، وقطر تستثمر في سوق الطاقة والعقارات الفرنسية، وقناة "الجزيرة" القطرية تحصل على الحصة الأكبر من حقوق نقل مباريات دوري فرنسا ودوري الأبطال الأوروبي، وقطر تدعم سكان الضواحي الباريسية، وقطر تشتري فنادق في باريس وتملّك قصورا تاريخية، وقطر تدخل في صفقات سياسية واقتصادية.. و HYPERLINK "http://www.liberation.fr/chroniques/01012396074-investissements-le-qatar-ne-tarit-pas" "_blank" في مقال نقدي لاذع في صحيفة "ليبيراسيون"، وضع كاتب المقال، داليبور فريو، تصورا سرياليا لما قد يكون عليه مستقبل الدولة الفرنسية في عام 2022، حيث ستكون بمعظمها "مملوكة لقطر التي ستتحكم، كما جاء في مقاله الساخر، في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وفي المباني الحكومية، وفي حقوق البث التلفزيوني، وقطاع الإعلام..". أما موقع "ميديابار، فقد " نشر مقالا لصاحبه جان بول باكياست بعنوان HYPERLINK "http://blogs.mediapart.fr/blog/jean-paul-baquiast/200312/vendre-la-france-et-leurope-au-qatar" "_blank" "بيع فرنسا وأوروبا لقطر" تحدث فيه عما وصفه ب"التخلي عن السيادة الفرنسية"، فيما HYPERLINK "http://www.leparisien.fr/flash-actualite-economie/le-qatar-s-impose-comme-un-allie-de-poids-pour-arnaud-lagardere-19-03-2012-1913728.php" "_blank" واكبت صحيفة "لوباريزيان" أخبار تحوّل قطر إلى ما أسمته "حليف ذي وزن" لصاحب مجموعة لاغاردير، وامتلاكها 2٪ من شركة "طوطال". وخصصت HYPERLINK "http://www.lemonde.fr/societe/article/2012/02/22/besoin-d-une-augmentation-de-salaire-appelez-le-qatar_1646282_3224.html" "_blank" صحيفة "لو موند" هي الأخرى مقالا لخبر "احتجاج موظفي إحدى المؤسسات التي تهتم بشؤون سكان الضواحي الفرنسية وتهديدهم برفع شكواهم إلى دولة قطر في حال لم ترفع أجورهم". وتساءلت عما إذا كانت قطر أصبحت "المنقذ العظيم لسكان الضواحي". وبدوره أعاد HYPERLINK "http://www.slate.fr/story/39077/qatar-france" "_blank" موقع "سلايت" نشر تحقيق من العام الماضي يعرض كافة الجوانب للوجود القطري المستجد على الساحة الفرنسية الاقتصادية والتجارية والرياضية.. والتحقيق الذي اختار له الصحافي إيريك ليسير عنوان "هكذا اشترت قطرفرنسا واستولت على سياسييها"، يظهر مدى "ارتباط الطبقة السياسية الفرنسية بكل أطيافها بدولة قطر الثرية، وكيف تتقاطر الشخصيات الفرنسية على مدار السنة لزيارتها، مثل دومينيك دو فيلبان، سيغولين روايال، رشيدة داتي، كلود غيان، هوبير فيدرين، فريديريك ميتيران، جاك لانغ، هيرفيه مورين...وغيرهم. وتناولت صحيفة "لوفيغارو" من جهتها نبأ شراء مجموعة استثمارية قطرية لأربعة من أكبر الفنادق الفخمة التى تملكها مجموعة "ستاروود كابيتال" الأمريكية فى فرنسا. وكتبت بعنوان "ما تتطلع إليه قطر فى فرنسا" أنه إلى جانب الفنادق والعقارات والصناعة، فإن قطر لا تزال تستثمر في فرنسا أكثر من أى مكان آخر" وهو ما يعزز حضورها فى قطاع الفنادق الفاخرة، ويعزز أيضا الانطباع بأن هذه العملية "تتجاوز مجرد المصالح الاقتصادية". وذكرت أن دولة قطر قامت بشراء فنادق مارتينيز في مدينة كان، وكونكورد لافاييت بباريس، وفندق اللوفر فى العاصمة أيضا، وباليه دو لا ميديتيرانيه في نيس. ودفعت نظير هذه الفنادق التي كانت تمتلكها مجموعة "ستاروود كابيتال" الامريكية، 750 مليون أورو (حوالي مليار دولار). ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من الملف قوله إن الجهة التي ستشتري هذه الفنادق الأربعة هي "كتارا هوسبتلتي" (شركة قطر الوطنية للفنادق سابقا) التي تملك وتدير محفظة من الفنادق الفخمة في العالم.