عاش مقر جماعة العدل والإحسان المركزي بسلا، نهاية الأسبوع المنقضي، على وقع حدث خاص، هو إحياء الذكرى الثانية لرحيل مؤسس الجماعة عبد السلام ياسين. التي قال أمينها العام محمد العبادي، إنها مازالت تعاني من التضييق على أيدي جهات لم يسمها، مضيفاً "كان بودنا أن نستقبلكم في فضاء أرحب وأوسع، لكن ظروف الحصار التي ما زلنا نكتوي بنارها حالت دون الحصول على مكان مناسب لإقامة الحفل"، الذي أقيم أخيراً في البيت الذي عاش فيه ياسين ثلثَ قرن. واعتبر العبادي، في كلمته بالمناسبة التي نظمت خلالها الجماعة، ندوة علمية دولية ناقشت "نظرية التغيير" عند مرشدها عبد السلام ياسين، بحضور شخصيات فكرية وسياسية وحقوقية من داخل المغرب خارجه، أن البشرية تعاني "لباسَ الخوفِ والجوع"، رغم تقدمها العلمي والتكنولوجي لأنها لم توافق قانون الله في التغيير، مشددا على أن الخضوع لإرادة الله يسعد الناس في أُولاهم وأُخراهم. وأضاف خليفة ياسين، أن جميع إيديولوجيات التغيير التي عرفتها المجتمعات كانت تبشر بدايةً بالأفضل، لكن سرعان ما تصير نارا على الناس ثم ينتقل الإنسان بحثا عن غيرها، لذلك "لا بد من الرجوع إلى نظرية التغيير المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله"، نافيا أن يكون صاحب الذكرى زعم لنفسه العصمة، كما أن لا أحد من تلامذته ادعى له ذلك. من جهته، أكد رئيس الدائرة السياسية للجماعة، عبد الواحد متوكل، على أن الراحل عبد السلام ياسين تعرض لحملات متواصلة من التحريض على تشويه أفكاره والتشويش على صورته بغرض منعه من إيصال أفكاره إلى الناس. معتبرا أن جملة الأكاذيب والشائعات التي تعرض لها الراحل انطلت حتى على بعض الباحثين والمفكرين، الذين ضرب مثلا لهدد منهم. وحول انتقادات الجماعة لعمل الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، قال رئيس الدائرة السياسية للجماعة، إن قيادات الجماعة لم يقولوا في حق حزب بنكيران وحكومته، إلا ما تتناقله مجمل وسائل الإعلام حول الوضعية التي وصلت إليها الأمور معها، والظروف التي أوصلتها للمشاركة في اللعبة السياسية، نافيا في تصريح مشترك ل"العلم"، أن يكون هناك صراع خفي بين الجماعة والحكومة. ورأى متوكل، أن المرحلة الراهنة التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي، تستدعي أهمية التغيير كهم كبير يشغل بال الشعوب والنخب في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن ياسين انشغل بموضوع التغيير على مدى سنين طويلة، وبذل فيه جهدا مضنيا حتى تبلورت لديه رؤية مكتملة، ليست بالضرورة بالغة الكمال، حسب تعبير متوكل.