أكد مواطنون فلسطينيون من مدينة الخليل, أنهم شاهدوا جنودا إسرائيليين يساعدون بطريقة مباشرة وغير مباشرة المستوطنين في الاعتداء على ممتلكاتهم ، وإحراق سياراتهم , أثناء مهاجمتهم أحياء بالمدينة خلال الأسبوع الماضي. ورغم الهدوء الحذر بالمدينة , مقارنة مع ما سبقها، فقد نشر جيش الاحتلال المئات من أفرده في الجزء الذي يسيطر عليه من الخليل , واحتل عددا من البيوت , وفي بعض البيوت استبدل المستوطنين بالجنود, كما حدث في عمارة الرجبي التي أخلي المستوطنون منها قبل أيام تنفيذا لقرار قضائي. وعلى بعد مئات أمتار من برج عسكري إسرائيلي , يقع في حي تل الرميدة , وسط الخليل، روى السكان الفلسطينيون كيف وصل المستوطنون بحماية الجيش, وأشعلوا النيران في بعض السيارات , وحطموا زجاج البعض الآخر. المواطن صلاح سدر , يعمل مع جهة دولية, ولم يهنأ طويلا بسيارته المرسيدس الجديدة التي أحرقها المستوطنون، موضحا أنهم توغلوا مئات الأمتار في الحي السكني يرافقهم الجنود الذين شاركوهم في إحراق السيارات. وأضاف «كنت أقف على مدخل بيتي عندما أطلق الجندي الإسرائيلي قنبلة صوت تجاهي بدل أن يردع المستوطنين، مما أثار الرعب لدى أفراد العائلة وخاصة الأطفال». ويحتفظ سدر بتسجيل فيديو يقول إنه يوضح كيف كان الجنود يقومون بحماية المستوطنين ، وهم يحرقون سيارات الفلسطينيين , ويشيرون للمستوطنين بالمباشرة في عملية الإحراق، موضحا أن جنود الاحتلال لم يتوقفوا عند ذلك بل قام أحدهم بإطلاق قنبلة صوتية داخل السيارة التي سمحوا بإحراقها. كما يؤكد المواطن طاهر قفيشة أيضا أنه شاهد من نافذة منزله جنديا يشير بيده لمجموعة من المستوطنين تجاه سيارة كانت في موقفها خلف بوابة أحد المنازل، فقام المستوطنون بمهاجمتها بالحجارة وتحطيمها. شكري حسونة يؤكد من جانبه أن جنديا إسرائيليا أطلق عليه قنبلة غازية , بينما كان عائدا إلى منزله أثناء عمليات التخريب، مضيفا أنه شاهد الجنود يشيرون للمستوطنين بالتقدم بعد أن تأكدوا من خلو الشارع من المارة الفلسطينيين وحركة السيارات. ورفض المواطن الفلسطيني أن يكون دور الجيش هو وقف اعتداءات المستوطنين، مؤكدا أن دورهم هو تفريغ الشوارع من الحركة , وإفساح المجال للمستوطنين للقيام بأعمال الحرق والتدمير. بدوره يؤكد المواطن بسام الدويك، الذي يسكن قريبا من المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من المدينة، أنه شاهد في وقت سابق مستوطِنة تحاول تحطيم مرآة سيارته المتوقفة أمام منزله، ولدى عدم تمكنها من ذلك سارع الجندي المرافق لها إلى تحطيم المرآة بقدمه. احتلال المنازل وإمعانا في إذلال الفلسطينيين, وتوفير الحماية للجاني على حساب الضحية، يؤكد المواطن جواد الجعبري أن عشرات الجنود احتلوا الطابقين العلويين من منزله , وأجبروه وعائلته , المكونة من 13 فردا , على الخروج منه دون السماح لهم حتى بأخذ احتياجاتهم الشخصية. وأضاف أن منزله بعيد عن نقاط التوتر بين الفلسطينيين والمستوطنين ومع ذلك اقتحمه الجنود ليلا وأجبروه على إخلائه , مما يدلل بشكل واضح على تواطؤ جيش الاحتلال وحكومته مع المستوطنين. ويضاف منزل الجعبري إلى خمسة عشر منزلا آخر احتلها جنود الاحتلال وحولوها لثكنات عسكرية، وعدد آخر من المنازل التي جرى إحراقه، وفي جميع الحالات اضطر السكان للبحث عن مأوى بديل. يذكر أن حقوقيين نددوا بالاعتداءات ، واعتبروا مشاركة جنود الاحتلال في الاعتداء على السكان دليلا على الموقف الرسمي الإسرائيلي المتواطئ مع المستوطنين، الأمر الذي يتطلب موقفا فلسطينيا وعربيا حازما من هذه الاعتداءات.