كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته في مدينة الخليل ، جنوب الضفة الغربية , بالتزامن مع تدفق آلاف المستوطنين على المدينة لإحياء ما يسمى "عيد سارة" اليهودي، والتضامن مع مجموعة المستوطنين التي تحتل بناية الرجبي في الخليل التي استولوا عليها بالقوة ورفضوا الامتثال لأمر قضائي بإخلائها. ونشر جيش الاحتلال المئات من جنوده في الأزقة والمداخل, وعلى أسطح المنازل, لتأمين المستوطنين وتنقلهم بين البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة من المدينة، ومستوطنة "كريات أربع"، وقيّد في المقابل حركة السكان الفلسطينيين ومنعهم من استخدام شوارعهم. واعتبر محافظ الخليل , حسين الأعرج ، تحركات المستوطنين تأكيدا لسياسة الاستيطان التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لتهويد مدينة الخليل، محذرا من خطورة الوضع في المدينة. وأضاف "في الوقت الذي أقرت فيه محكمة العدل العليا الإسرائيلية إخلاء بيت الرجبي، توافد آلاف المستوطنين لتعزيز السيطرة عليه، وهذه مسؤولية الحكومة الإسرائيلية التي عليها أن تنفذ الإخلاء". وشدد الأعرج على أن الوضع أصبح لا يتحمل نتيجة اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم. وقال أمجد الرجبي من سكان منطقة جبل جوهر، شرق البلدة القديمة من الخليل، إن حياة السكان على طرفي الشارع قاسية جدا، موضحا أنهم يمنعون من اجتياز الشارع بسياراتهم طوال الوقت، وأحيانا على الأقدام. وأضاف أن أعياد المستوطنين تعني تجدد الاعتداءات على السكان من قبل المستوطنين في البؤر الاستيطانية الأربع في قلب المدينة , ومن قبل مستوطني "كريات أربع" التي تحولت إلى مدينة يهودية في قلب مدينة الخليل. من جهته , قدر خبير الاستيطان والأراضي ، عبد الهادي حنتش , عدد العائلات الفلسطينية المتضررة بشكل مباشر قرب شارع وادي النصارى في الخليل, بنحو 40 عائلة. وأضاف أن الغاية من حشد نحو 20 ألف مستوطن في الخليل، ليس فقط إحياء العيد، وإنما التضامن مع مستوطني الخليل الذين يرفضون تنفيذ قرار قضائي بإخلاء منزل الرجبي الذي احتلوه منذ فترة. وأكد خبير الاستيطان أن حياة السكان تحولت إلى جحيم في ظل التضييق المتواصل , والمنع من البناء ومنع حرية الحركة والسكن، واستمرار اعتداءات المستوطنين بحماية من الجيش وإلقاء الحجارة والقاذورات عليهم. وتعتبر طريق وادي النصارى محل أطماع احتلالية مستمرة، فقد سبق أن تم شق طريق بالقوة وفق أوامر عسكرية, وهدم عدد من البنايات التاريخية المبنية قبل وجود الاحتلال بهدف تأمين حركة المستوطنين على حساب المواطنين الفلسطينيين.