شهدت مياه عرض البوران، الواقعة ما بين الناظور وألميريا شرق إسبانيا، يوم الخميس الماضي، فاجعة بحرية جديدة، تسببت في غرق 23 حراكا، من ضمنهم 8 أطفال قاصرين، واختفاء جثثهم في أعماق مياه البوران.. وحسب الإذاعة الإسبانية (ONDA CERO) المواكبة لهذه الفاجهة لحظة بلحظة، فإن زورقاً مطاطياً طوله سبعة أمتار، انطلق يوم الأربعاء من نواحي الناظور، وهو مكدس بأزيد من 50 شخصاً، من ضمنهم نساء حوامل وأطفال تتراوح أعمارهم ما بين سنة وثلاث سنوات، وفي عرض مياه (البوران) توقف محرك الزورق، وبدأت تتلاطمه الأمواج التي كان يصل علوها ثلاثة أمتار، وبشكل مباغت، كانت تضرب الأمهات بعنف، وتختطف من أيديهن أطفالهن كما أن الموت لحق ببعضهم، بسبب البرد القارس، وانعدام الماء والطعام، حيث أن القارب المطاطي بقي تائهاً في عرض البحر، مدة ثلاثة أيام. وتضيف نفس المصادر الإعلامية الإسبانية، بأن ركاب قارب الموت الذين ينتمون لدول الكاميرون والنيجر وساحل العاج، اتصلو عدة مرات هاتفياً بإحدى الجمعيات المساعدة لهم، ولها أعضاء في اسبانيا وفي المغرب (طنجة تحديداً)، لكن انقطاع الخطوط، لم يمكن مصالح الإنقاذ البحري من تحديد مكان الواقعة، غير أن الألطاف الإلهية، سخرت لهم في آخر لحظة من يومهم الثالث، باخرة تجارية عابرة للمحيطات، وهي التي أنقذت الباقي، وعددهم 29 بعد غرق ما مجموعه 23 حراكاً، واختفاء جثثهم في عرض مياه البوران، على عمق، لا يقل عن مائة 100 متر.. وحسب نفس المحطة الإذاعية الإسبانية، فإن فرق الإنقاذ البحري والجوي، قد توجهت لعين المكان، كما التحقت بها قطع بحرية من المغرب والجزائر، في محاولة العثور على الجثث المختفية، ومن ضمنها، جثث الأطفال الثمانية، الذين اختطفت بعضهم الأمواج العاتية.. وقد أعلنت مصالح الإنقاذ البحري الإسبانية، عن توقف عمليات البحث عن الجثث المحتمل ظهورها طافحة على سطح الماء، و ذلك ابتداء من صباح يوم أمس الاثنين.