تزامنت الفاجعة البحرية التي شهدتها مياه عرض البوغاز ليلة الخميس المنصرم مابين طنجة وطريفة، مع فاجعة بحرية مماثلة، شهدتها سواحل طريفة نهاية سنة 1988، أي منذ حوالي (20) سنة، حيث ابتلعت سواحل طريفة آنذاك (18) مهاجرا من جنسية مغربية.. فاجعة الخميس المنصرم، والتي أودت بحياة حوالي (35) مهاجرا (ة) من ضمنهم سيدات وثمانية أطفال، تعود لكون إحدى مافيا تهريب البشر نظمت مغامرة بحرية على متن زورق مطاطي طوله سبعة امتار، انطلاقا من احدى نقط التهريب المشهورة بمنطقة (مالاباطا) بطنجة ، مكدسة داخله وعلى حاشيته، (44) رجلا وامرأة وطفلا، وتوجهت بهم نحو طريفة التي تبعد عن طنجة بحوالي أربعة عشر كيلومترا، وعلى بعد أكثر من أربعة أميال بحرية شمال طنجة، انقلب الزورق المطاطي، ربما بفعل قوة رياح الغربي وعلو الأمواج، ليسقط الجميع، ويبقى بعضهم ماسكا بأطراف الزورق المنقلب رأسا على عقب الى حين وصول زوارق الإنقاذ البحري من طريفة. بعد أن قام أحد أقارب الغرقى، بإبلاغ نبأ الفاجعة لسطات اشبيلية ومن خلالها، لسلطات الإنقاذ البحري بطريفة، ليتم إنقاذ (22) شخصا، نصفهم من النساء، في حين ابتلعت أعماق البوغاز، ما بين (20) و (35) كما يحكي ذلك الناجون. ومنذ يوم الجمعة الماضي، وفرق بحرية وجوية للإنقاذ من اسبانياوسبتة السليبة، ومعها قطع بحرية مغربية، تقوم بعمليات البحث عن الجثث التي يمكنها أن تطفو على سطح المياه البحرية الممتدة من طنجة الى سبتة السليبة. خاصة وأن احدى الوحدات البحرية التابعة للحرس المدني الإسباني عثرت على مشارف جزيرة ليلى، على جثتي امرأة وطفلة، تؤكد المصادر بأنهما من ضمن الغرقى المفقودين.. ومن المتوقع، أن تظهر جثث أخرى، إما طافحة أو جانحة في المناطق الصخرية الشاطئية في مناطق القصر الصغير، أو الميناء المتوسطي أوبليونش أو سبتة السليبة.. مع الاشارة الى أن أغلب ضحايا هذه الفاجعة البحرية هم من دول مالي وغانا، والسينغال، ونيجيريا، وان بعضهم كان مقيما بوجدة والرباط، كما أكد ذلك الناطق باسم جمعية (ضد العنصرية والدفاع عن المهاجرين بالمغرب) مامادوبا، في تصريح للصحاف الاسبانية..