مازالت مياه معبر مقبرة الموت البحري بضفتي البوغاز، تزهق أرواح العديد من ضحايا هجرة العار والموت.. كما أن أعماق ممر بوغاز جبل طارق، تخفي جثث وهياكل العشرات من الحالمين والحالمات رجالا، ونساء، وأطفالا، ورضعا بالسراب الأوروبي!. فخلال شهر يونيو المنصرم، ابتعلت مياه عمق البحر شرق طنجة، مالا يقل عن (30) ضحية، أغلبهم من النساء، والبعض من الأطفال، لم تظهر منهم، سوى جثثي امرأة وطفلة، مازالتا لحد الآن، في مستودع الأموات بسبتة السليبة.. كما ابتلعت مياه ساحل غرب طريفة، مجموعة أخرى من ضحايا اليأس، جلهم من المغاربة، ومن ضمنهم أيضا سيدات بعضهن حوامل، ونسبة من الأطفال القاصرين، الذين نجوا بأعجوبة من الموت والهلاك، ولا أحد يدري كيف تم ذلك، وما اذا كانت أمواج البحر قد لوحت بهم الى اليابسة، أو أنهم (فركلوا) بأيديهم وأرجلهم الى أن وصلوا الموقع الصخري.! وتبقى مع هذه الفاجعة أو تلك، وما سيأتي بعدها بكل تأكيد هنا وهناك، أسئلة صارخة، ترددها أرواح الغرقى والمفقودين، ومنها ما نطرحه دون تفويض منها، يأتي في مقدمتها، السؤال الفاضح: ما الفائدة من مواقع المراقبة المتزايدة على امتدادا المنافذ البحرية والساحلية من مولاي بوسلهام بالمحيط الى السعيدية بالمتوسط، ونحن وغيرنا هنا في المغرب، وهناك في اسبانيا نسمع ونقرأ، عن انطلاق ووصول مختلف أنواع وأحجام القوارب المطاطية والخشبية التقليدية، الى سواحل جنوباسبانيا، وهي مكدسة بالبشر الإفريقي، المغاربي، والآسيوي؟!.