بعشق مذهل لجماهير الفريقين بلونيهما الأحمر والأخضر عبرت هذه الأخيرة عن حبها الكبير متحدية الأمطار الغزيرة التي هطلت على البيضاء ليلة السبت صباح الأحد وسيول المياه التي غمرت الشوارع والطرقات وبرودة الطقس من خلال إقبالها المكثف على المركب الرياضي محمد الخامس منذ الساعات الأولى للصباح لتمتلئ مدرجاته عن آخرها بما يناهز 70 ألف متفرج قبل موعد انطلاق المقابلة بثلاث ساعات متحملة التساقطات المطرية والتي جرت بشبابيك مغلقة بعد نفاذ تذاكر الدخول التي دخلت على امتداد يومي الجمعة والسبت السوق السوداء بارتفاع غير مسبوق لأثمانها وما خلف استنكار المقبلين عليها بعد نفاذها من الشبابيك واضطرارهم لاقتنائها مرغمين لحضور الديربي 117 بين الغريمين الذي أشرف على تنظيمه بإحكام ما يفوق 4500 رجل أمن رسمي وخاصة من رجال الأمن الخاص، كما أن المدينة ورغم رداءة أحوال الطقس لم تهدأ الحركة بها طيلة صباح الأحد بفعل حركة التنقل عبر السيارات والدراجات والحافلات والنقل السري (الهوندات) وسيارات الأجرة والكل له إتجاه واحد هو المركب الرياضي محمد الخامس، ومباشرة بعد إعلان الحكم بوشعيب لحرش عن بداية اللقاء خلت الشوارع بشكل مثير وكأنها أي المدينة تعرف حالة منع التجوال. أما داخل المركب فالاحتفال قبل إنطلاق اللعب ، حيث رفعت جماهير كل فريق لتيفو جميل ومعبر، ناهيك عن الهتاف والشهب النارية ومفرقعات النجوم النارية والدعم المتواصل طيلة 93 دقيقة. هدف الغفلة للوداد أطوار الجولة الأولى تميرت مع بداية اللعب بإندفاع رجاوي في محاولة لمباغتة الفريق الودادي لجره إلى الخروج من نهجه التكتيكي، إلا أن هذا الأخير ترك المبادرة للرجاويين بالاندفاع لتحصين دفاعه ومحاولة امتصاص تقدم اللاعبين الرجاويين والسعي وراء إحكام المرتدات الهجومية التي تفوق فيها في الدقيقة 28 بهدف جاء من قذفة مفاجئة من رجل المهاجم الودادي الهجهوج على بعد 25 م استقرت في شباك الحارس العسكري، ليعود الرجاويون إلى الضغط من جديد لكن بمحاولات كانت تتكسر على دفاع الوداد بل كاد هذا الاندفاع أن يفضي إلى هدف ودادي ثاني أضاعه المهاجم كوني أولا في الدقيقة 39 ثم المهاجم إيفونا ثانيا في الدقيقة 43. جولة شد الأعصاب الكل كان ينتظر رد فعل الرجاء التي أنهت الجولة الأولى منهزمة ب (0/1) لكن الوداد كانت هي صاحبة المبادرة بالإندفاع نحو مرمى الحارس العسكري الذي عاد كوني لمفاجأته بقذيفة قوية في حدود الدقيقة 57 لم يراها إلا وهي ترتطم بالعمود وتستقر بشباكه معلنة الهدف الودادي الثاني الذي انطلقت معه أفراح الجماهير الودادية، وحيرة نظيرتها الرجاوية التي غادر العديد منها الملعب إلا أن اللاعبين الخضر على أرضية الملعب خرجوا من غفوتهم للاندفاع الكلي نحو الهجوم مما مكنهم من توقيع الهدف الوحيد وبعملية هجومية محكمة وقعه بالخطأ المدافع العمراني ضد مرماه في الدقيقة 68 ، ورغم تكرار محاولات الرجاويين سعيا منهم للوصول لنتيجة التعادل التي حال دون الظفر بها صمود المدافعين الوداديين بعد أن كان المدرب الودادي قد انتبه إلى ضغط الرجاء، فقام بتعزيز الدفاع ووسط الميدان عند قيامه بتغيير ثلاثة من لاعبيه على مستوى الخطين. الديربي وجماهيره وقضاته يمكن اعتبار المستوى التقني لهذا الديربي الذي يحمل الرقم 117 لا بأس به، وقد عرف صراعا تكتيكيا ملحوظا وتسجيل ثلاثة أهداف وبعض اللمسات الفنية وأخرى عبر عمليات بناء لم يتحكم مهاجمو الفريقين في اللمسة الأخيرة منها على أن تميزه كان يكمن في تقلبات فترات لعبه بين الغريمين مما جعل قلوب الجماهير الرجاوية والودادية تخفق حتى إعلان قضاته الثلاثة الدوليين لحرش وعشيق ولحميدي الذين قادوا الديربي باقتدار وانسجام عن نهايته بمعانقة النتيجة التي اسعدت الوداديين وأقنعت في ذات الوقت الرجاويين أن فريقهم يحتاج إلى مراجعة أوراقه. أما جماهير الفريقين فكانت في المستوى بما عبرت عنه منه إقبال وتضحية وتحويل فضاء مركب محمد الخامس إلى أجواء احتفالية سرت الجميع. في الندوة الصحفية روماو: غير راض عن النتيجة...!! الفرق في هذه المقابلة هو تسجيل الوداد للهدفين المفاجئين رغم أننا قمنا بكل شيء، سجلنا وحاولنا الجري وراء التعادل، لذلك أرى أن اللقاء كان متكافئا وشيقا افتقدنا فيه إلى اللمسة الأخيرة، لم ننزل أيدينا وكنا الأقرب إلى التعادل. هناك أزمة نتائج بالفريق وأنا غير راض عن هذا مادام أننا نعمل ونجتهد وظروف المقابلات تختلف وتركيزنا سوف ينصب على تدارك هذا النقص في النتائج. طوشاك: 20 نقطة شيء مهم...!! ديربي متساوي مر في ظروف شيقة كان لنا الحظ في تسجيل هدفين رائعين رفعا من معنوياتنا واعطيانا الفوز وخولا لنا مجاراة اللقاء حتى نهايته بعد معاناتنا مع أعطاب اللاعبين في الدورات السابقة. وصولنا إلى النقطة 20 في البطولة شيء مهم ولا يمكن معه القول باللقب فالطريق مازال شاقا وطويلا، كذلك فتفكيرنا منصب على اللقاءات القادمة وما هو مطلوب منا من نتائج فيها، شاهدت ديربيات دربيات بعدة دول لكن أبهرت اليوم لما رأيت من حماس الجماهير. من كواليس المقابلة ٭ الملعب امتلأت مدرجاته عن آخرها في الساعة 12 زوالا. ٭ أعداد من الجماهير عادت من حيث أتت لمشاهدة اللقاء بالمقاهي أو البيوت. ٭ بيع تذاكر الدخول دخلت السوداء يومي الخميس والجمعة لمضاعفة ثمنها. ٭ أمضى معدو التيفو الخاص بكل فريق ليلة السبت وصباح الأحد بالمركب لتهييئه. ٭ منصة الصحافة عرفت تشديدا في ولوجها الذي اقتصر على الصحفيين دون غيرهم. ٭ قبل المقابلة بساعة وقع انفراج في الطقس بظهور الشمس مما أفرح الجماهير ٭ قدر عدد الصحفيين الذين غطوا اللقاء بما يفوق 250 إعلاميا ٭ لافتة بالأحمر والأخضر تدعو لصاحب الجلالة بالشفاء العاجل ٭ قبل انطلاق المقابلة وبين استراحة الشوطين قامت فرقة نحاسية نسوية ترتدي زيا أحمر بعزف مقطوعات موسيقية شيقة. ٭ أرضية الملعب لم تنل منها التساقطات المطرية الغزيرة بعد إعادة العشب في الأسابيع الأخيرة. ٭ التنافس كان على أشده بين الجمهور الرجاوي بالمكانة والودادي بفريمجة في رفع التيفو بالنسبة لكل فئة. ٭ الوداد استعدت بالمحمدية والرجاء بالجديدة وقدومهما للدار البيضاء كان يوم السبت. ٭ ثلاثي التحكيم الذي قاد المقابلة كان يتكون من ثلاثة حكام دوليين لحرش وعتيق ولحميدي وكلهم من عصبة البيضاء. ٭ الشوط الثاني من المقابلة جرى تحت الأضواء الكاشفة. ٭ تيفو الرجاء يرفع على مرحلتين وتيفو الوداد على ثلاث مراحل. ٭ مع دخول الفريقين أرضية الملعب وقبل انطلاق اللعب هتفت الجماهير مطالبة برفض نتيجة التعادل. ٭ قام مشجعان للوداد والرجاء بحمل علمي الفريقين والطواف به عبر الملعب تحت تصفيقات الجماهير. ٭ تماما كعدد الحكام عينت الجامعة ثلاثة مناديب.