تواجه السلطات في الجزائر مشكلة حقيقية ومقلقة تتمثل في انتشار وتفشي حشرة "القمل" التي غزت رؤوس الأطفال والتلاميذ بالمدارس الجزائرية. وفي هذا السياق، أوضح "بن زينة علي" رئيس المنظمة الوطنية لأولياء أمور التلاميذ بالجزائر، أن حشرة "القمل" تعرف انتشارا كبيرا هذه السنة على مستوى المدارس الوطنية والسبب هو غياب النظافة فيها" مبرزا أن المرافق التربوية بهذا البلد تعاني تدهورا كبيرا خصوصا فيما يخص المرافق الصحية بها قائلا :" إن دورات المياه والمراحيض في وضعية كارثية والطاولات المدرسية لا يتم تعقيمها، مما جعلها بؤرة لتجمع الجراثيم والميكروبات" مطالبا في الآن نفسه وزارة الصحة الجزائرية بالتدخل العاجل لإنقاذ التلاميذ من المرض الذي يجتاح رؤوسهم. و انتابت الأمهات الجزائريات حالة شديدة من الذعر والقلق بعد اكتشافهن أن رؤوس أطفالهن أصبحت مرتعا لحشرة "القمل". و مما يزيد الأمر تعقيدا أن الأمهات الجزائريات أصبحن يلجأن لطرق بدائية في معالجة هذه العدوى و قد تحدث تهديدا حقيقيا لصحة الأطفال مثل رش رؤوسهم بمبيد الحشرات أو استعمال حرارة مجفف الشعر "السيشوار"، للقضاء عليه فضلا عن استعمال بعض الوسائل التقليدية مثل زيت الزيتون والزعتر، والخل وغيرها من الخلطات التقليدية، في ظل عجزهن عن اقتناء الأدوية من الصيدليات. وفي هذا الإطار أفاد البروفيسور "مصطفى خياطي"، رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى "الحراش" للصحافة الجزائرية :"أن مشكلة القمل تتكرر كل بداية موسم دراسي ويكثر في المناطق التي تكثر فيها القاذورات والأوساخ وسريع الانتقال من طفل إلى آخر، لذا يتوجب على وزارة التربية وضع خطط وقائية وإلزام الأساتذة بضرورة إجراء حصص للتربية الصحية، مع فحص التلاميذ من قبل طبيب المدرسة والحرص على غسل اليدين وعدم استخدام أغراض المصاب، ودعا البروفيسور خياطي للابتعاد عن بعض الأعشاب التي قد تثبت نجاعتها إلا أن لها مخاطر صحية".