السلام عليكم و رحمته الله وبركاته.. أنا سيدة متزوجة من أربع سنوات ونصف وعندي و الحمد الله بنت وولد وعندي 32 سنة... تبدأ مشكلتي بأني بعد زواجي حملت مباشرة في ابنتي وبعد الولادة بأربعة شهور حملت مرة أخرى وأجريت لي عملية إجهاض وبعدها بأربعة شهور أخرى حملت ووولدت طبيعيا... ولكن بعدها مباشرة حدث لي نزيف وانفجار في الرحم وتم استئصال الرحم ومبيض واحد ونقل لي 76 كيس دم و2 كيس بلازما.. أما عن مشكلتي فقد بدأت منذ سنتين ونصف عند حدوث هذه الأزمة الصحية، حيث إنني منذ ذلك الوقت وأنا عندي شعور بأني ليس لدي أي رغبة جنسية على الإطلاق؟!! وأريد أن أعرف ما إذا كانت تلك الأزمة الصحية هي السبب فيما أنا فيه الآن أم لا؟ وما هي عواقب هذه العملية علماً بأنها مسببة لي مشكلة نفسية حتى الآن...!! أرجو الرد على .... وشكراً هبوط الرغبة الجنسية له عوامل نفسية.. أحياناً أولاً.. اسمحي لي يا صديقتنا العزيزة أن أهنئك على سلامتك واستردادك لعافيتك بعد كل هذه المضاعفات التي أعقبت ولادتك جعلها الله في ميزان حسناتك وأعظم بها أجرك إن شاء الله تعالى. ثانياً.. دعينا نتحدث في لب مشكلتك وشكواك وهي قلة أو انعدام الرغبة الجنسية لديك منذ ذلك الحين أو دعينا نقول منذ هذه الحادثة، وأنا أعني كلمة حادثة لأن ما حدث هو حدث جلل بكل المقاييس لامرأة شابة مثلك وارتباط ذلك بولادة طفلك، وهو الشيء الذي يحدث يومياً آلاف المرات دون أدنى مشكلة في الأغلبية العظمى من حالات الولادة، ولذلك فإن الجميع ينظر لهذه المسألة- أقصد الولادة- على أنها حدث عابر سوف يمر حتماً بسلام، ولأن المضاعفات نادرة فهي غير متوقعة عى الإطلاق مما يزيد الأمر سوءاً من حيث الصدمة التي سببها حدوث هذه المضاعافات ووقعها عليك... وبما أن الرغبة الجنسية والعلاقة الجنسية والحمل والولادة هم جميعاً أفراد من نفس الأسرة، فإن هناك رابطة ما بينهم جميعاً تقبع في العقل الباطن، فإذا ارتبط أحدهم بألم أو صدمة أو معاناة أو ذكرى سيئة، كان ذلك سبباً في هدم النموذج بأسره عند بعض الناس، وخاصة ذوي الحساسية النفسية الزائدة وأعتقد أنك من هؤلاء الناس، وإلا لما تركت هذه الأزمة تلك البصمة الغائرة بالرغم من مرور 4 سنوات. ثالثاً.. أكثر ما قلتيه قرباً من تشخيص حالتك يا سيدتي هو التعبير الذي ختمت به رسالتك عن المشكلة النفسية التي تعانين منها من جراء التجربة المريرة ولذلك فإنه يجب عليك الآن أن تذهبي إلى أحد الأطباء النفسيين وتنتظمي في علاج نفسي لمحو آثار هذه المرحلة المؤلمة من حياتك حتى تستطيعي التغلب على عواقبها والتي منها ذلك الانعدام في الرغبة الجنسية، وهو برنامج علاجي معروف لدى الزملاء الأطباء النفسيين وهو: "علاج ما بعد الصدمة".. وأخيراً.. أياً كانت هذه الصدمة وأيا كان نوعها وسببها، فإنك ستتغلبين عليها بإذن الله بإرادتك أولاً ثم بمساعدة طبيبك ثانياً وتستردين سعادتك مع زوجك ورغبتك في علاقتك ومتعتك الحلال معه بإذن الله.