- يفترض الإجهاض العمدي على العكس من الإجهاض التلقائي نية إحداثه، إذ هو الإجهاض الذي يتم من خلال تدخل مع سبق الإصرار و الترصد لأسباب ذات طبيعة غير طبية، قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أونفسية أو الذي يتم لمجرد الاستجابة لرغبة الأم الحامل في عدم مواصلة الحمل ببساطة. يثير هذا النوع من الإجهاض جدلا واسعا في الأوساط الدينية و الطبية والسياسية و القانونية حول مدى شرعيته وقانونيته وأخلاقيته، حيث ينقسم المجتمع إلى مناهضين له يتشبتون بمبدأ حق الجنين في الحياة (pro.life)، ومناصرين له يؤكدون على حق المرأة في الاختيار في أن تستمر في الحمل أو لا تستمر فيه.ورغم أن عددا من الدول قد أباحت الإجهاض العمدي في قوانينها، فإن ذلك لم يساهم في تغيير النظرة إليه " وتطهيره" في عيون الناس والمجتمع، خصوصا وأنه لازال يتسبب في مضاعفات صحية ونفسية واجتماعية جد وخيمة. هناك عدة أساليب لإجراء الإجهاض العمدي: فهناك الإجهاض الدوائي الذي يتم من خلال تناول بعض العقاقير. ويلجأ إليه في غضون الأسبوع السابع للحمل (49 يوما) وفي أقصى الحالات لحدود الأسبوع التاسع (63يوما) ويعتمد على أخذ الأدوية المضادة لهرمون البروجسترون (Antiprogesterone) وكذا مادة الميزوبروستول التي تنمتي لأسرة أدوية البروستكلاندين (Prostagladines) والتي تمتلك خاصية استثارة عضلة الرحم وإنضاج عنق الرحم، تمهيدا لانفتاحه، وهذان عاملان لازمان يساعدان ويحرضان على حدوث الإجهاض. تهدف هذه الادوية إلى استحثات نزيف دموي يتم معه قذف الجنين ولفظه خارج الرحم . ويمكن للمرأة أن تتناولها بالمنزل بتنسيق مع الطبيب المباشر مع توخي بعض شروط السلامة . أما الإجهاض العمدي الجراحي : فيتم من خلال أسلوب الشفط (Aspiration) أو من خلال كحت الرحم (Curtage) بعد توسيع عنق الرحم. وتتم هذه العملية تحت تخدير عام أو موضعي. ويمكن اللجوء إليها لحدود الأسبوع 14 من تاريخ انقطاع العادة الشهرية اي لحدود سن 12 أسبوعا من الحياة لدى الجنين. وهو السن الأقصى الذي تحدده أغلب القوانين في الدول التي تبيح الإجهاض كفرنسا على سبيل المثال. هناك عدة مضاعفات لهذا لإجهاض الذي يسمى " آمنا". أي الذي يجري داخل وسط طبي وعلى أيدي طبية مدربة أولها وفيات الأمهات التي تناهز حسب منظمة الصحة العالمية 0.6 إلى 1.2 حالة وفاة من كل 100.000 إجهاض "قانوني" قبل 15 أسبوعا للحمل. هناك إذن مضاعفات آنية تؤدي للوفاة نتيجة العواقب المحتملة للتخدير الكلي بالخصوص. و نتيجة للنزيف الذي قد يعقب العملية في بعض الأحيان و الذي يكبر حجمه كلما كبر عمر الجنين، ويحدث نتيجة حصول جرح بعنق الرحم أو ارتخاء مستمر لعضلة الرحم يمنعها من الانقباض وإيقاف تدفق الدم أو بسبب بقاء بعض بقايا الجنين داخل الرحم يتسبب الإجهاض العمدي كذلك في حدوث أضرار بعنق الرحم بنسبة 0.1 إلى 1.18 % تتم معالجتها بخياطة تلك الجروح . وقد يؤدي أيضا إلى ثقب الرحم (Perforation utérine) وهذا مرتبط بشكل كبير بمدى اتخاذ أسباب الحيطة أثناء إجراء العملية. تحدث هذه الثقوب بنسبة أكبر عندما يكون الرحم على غير العادة منكفئا إلى الوراء (15% من السيدات)، أوعندما يكون عمر الجنين متقدما يفوق 10 أسابيع. من المسلم به أن هذه الثقوب قد لاتطرح مشكلة في الحمول والولادات اللاحقة، لكن الاطباء يشيرون بأصابع الاتهام مع ذلك إلى هذا الإجهاض العمدي، لانه هو المعطى الوحيد الذي يتكرر لدى النساء اللائي يعانين من تمزق للرحم خلال الوضع والولادة لأسباب غير واضحة وغير مفهومة، حيث يجزمون بمسؤولية هذه الثقوب في حدوث هذا التمزق اللاحق. وهذه مضاعفة خطيرة قد تضع حدا نهائيا لخصوبة المرأة، حين ينجم عنها استئصال الرحم. ينضاف لكل هذا انحراف آلة توسيع عنق الرحم عن مسارها حين تخترقه وتذهب إلى خارج الرحم. وفي بعض الأحيان قد تشعر الحامل بدوخة عصبية (Malaise vagal) نتيجة هذا التوسيع، لكن هناك إلى جانب هذه المضاعفات مضاعفات أخرى تستقر على مهل فلا تأتي إلا متأخرة . كمتلازمة اليوم الثالث (Syndrome du 3ème jour) وهو نزيف يحدث في اليوم الثالث الذي يعقب الشفط الجراحي. ويظهر على شكل آلام مرتبطة بتقلصات رحمية ونزيف روحمى طفيفة. يظهر الفحص بالصدى عند هؤلاء النساء بقايا للحمل يتعين لفظها بعلاج طبي. كذلك قد تعاني المرأة من تعفنات بجهازها التوالدي نتيجة إصابتها ببعض الميكروبات والبكتريات كالتهاب بطانة الرحم (endométrite). وقد تظهر لديها مناعة ضد العامل الريصي الدموي إذا كانت فصيلتها الدموية من النوع السالب ولم تحقن باللقاح الضروري خلال أجل 3 أيام بعد الإجهاض وهذا فخ تقع فيه أغلب النساء لأن الانتباه يكون مركزا على إنجاز عملية الاجهاض بنجاح لا غير مما يشكل تهديدا جديا بالإخفاق لكل حمولها اللاحقة، وقد يحرمها نعمة البنين إلى الأبد. وفي بعض الأحيان قد لا ينتبه الطبيب وهو ينجز هذا الإجهاض إلى حمل خارج الرحم أو حمل عنقودي. وقد تترتب عن تجاهلهما مشاكل صحية خطيرة جدا. لكن خصوبة المرأة تبقى هي الهاجس الأكبر بعد إجراء عملية الإجهاض العمدي ، فقد تتسبب التعفنات في حدوث انسداد لكلتا قناتي فالوب نتيجة العدوى بالتعفن مما يؤدي إما إلى عقمها أو إلى ارتفاع خطر تعرضها للحمل خارج الرحم . وقد تؤدي إلى حدوث التصاقات بين دفتي الرحم (synéchies utérine) تتفاوت في سمكها ومساحتها مما يعوق الأجنة مستقبلا عن التعشيش ويمنع المرأة من الإنجاب مستقبلا. وحتى عندما يقع الحمل ويجتاز المراحل الأولى، فإن هذه الالتصاقات تنعكس سلبا على مساره البعيد الحمل حيث تتسبب في حدوث إجهاض تلقائي متأخر بسبب أن الجنين لا يجد المساحة الكافية للنمو داخل الرحم بعدما اقتطعت الالتصاقات جزءا من هذه المساحة . كذلك ترتفع نسبة الولادات قبل الأوان لنفس السبب. وقد يتأخر ويسوء نمو الجنين ويقل وزنه عن الوزن الطبيعي مقارنة بأقرانه بسبب سوء التروية الدموية القادمة إليه عبر الرحم. وتنجم عن هذه الالتصاقات كذلك شذوذات في تموضع المشيمة . كأن تكون المشيمة منزاحة فتقع فوق عنق الرحم مما يهدد حياة الجنين والأم خلال الولادة بسبب قوة النزيف وقد يفرض القيصرية فرضا حين تسد المشيمة كل عنق الرحم مما يستحيل معه ولادة الطفل عبر المسالك الطبيعية . وفي أحيان أخرى قد تعاني المرأة في حملها اللاحق ايضا من اختراق المشيمة لكل جدار الرحم. مما يتسبب في نزيف خطير عند الوضع قد لا يتحكم فيه إلا باستئصال الرحم في أغلب الحالات. مما يعني فقدان المرأة لخصوبتها نهائيا. ورغم أن تقنية الشفط تقلل من نسبة حدوث هذه الالتصاقات، إلا أن الثابت لدى أطباء علاج العقم أن 90% النساء اللائي يعانين من انخفاض الخصوبة بسبب التصاقات الرحم أصبن بهذه المشكلة بسبب مضاعفات تتعلق بالحمل والولادة وأن العلة لدى 9 نساء من كل 10 نساء من هاته المجموعة تعود إلى خضوعهن لإجهاض عمدي ، كذلك قد يؤدي توسيع عنق الرحم لأجل الكحت (Curtage) إلى الضغط عليه بعنوة وإلى إصابته بأضرار بليغة قد تحيله في المستقبل عاجزا عن لعب دور السداد الذي يغلق على الجنين ويبقيه داخل الرحم مما يجعل المرأة عرضة لإجهاضات متكررة بسبب تسلل الأجنة عبر فجوة عنق الرحم هاته المتعسة والمفتوحة على مصراعيها إلى الخارج. تبلغ نسبة توسع عنق الرحم عقب الإجهاض العمدي حسب بعض الأبحاث والدراسات نسبة 4% ويمكن أن تصل إلى 15% من مجموع عمليات الإجهاض التي تجري بعد الأسبوع العاشر (IOSA) وتشيع بالخصوص لدى القاصرات بسبب عدم نضج عنق الرحم لديهن مما قد يودي أحيانا بالخصوبة عندهن. لكن الآثار المدمرة للإجهاض لا تتوقف عند المضاعفات العضوية فقط بل تشمل أيضا الجانب النفسي للمرأة المجهضة، فرغم ندرة الدراسات وقلة المعطيات حول انعكاساته النفسية ، فإن التقارير المتوفرة بالبلدان الغربية التي تبيح الإجهاض تذهب إلى كونه يمثل مرحلة عصيبة في حياة المرأة. لذلك فإنها توصي بضرورة توفير الدعم المعنوي للمرأة في هذا الظرف الدقيق حتى تجتازه بسلام. ويكاد يجمع كل الأطباء و المعالجين النفسانيين إلى أن الصدمة النفسية المترتبة عن الإجهاض العمدي تختلف من امرأة لأخرى تبعا لطبيعة شخصيتها وسوابقها في هذا المجال. لكن أغلب النساء يكشفن عن شعور دفين بالذنب خصوصا عندما تكون المرأة تعاني سلفا من اضطرابات نفسية أو تكون ذات شخصية محافظة وملتزمة بالقيم الدينية و الثقافية و الأخلاقية للمجتمع. لكن العيب المشترك لكل هذه الدراسات هو كونها تنخرط في نفس الاتجاه " العلمي" و الطبي الذي يدعو إلى تحرير الإجهاض. حيث تريد أن تفهمنا أن الإجهاض مثله مثل أي تدخل طبي آخر يتضمن مضاعفات وأخطارا تظل مع ذلك في الحدود المقبولة والمعقولة . إنها دراسات تريد فقط التهوين من أمر الإجهاض تمهيدا لإقراره في البلدان التي تمانع في ذلك، دراسات موجهة تتجاهل أن الإشكالية في الإجهاض إشكالية قيم إشكالية خيار حضاري قبل أن تكون أيضا إشكالية طبية وصحية. ولكننا نلاحظ من خلال التجربة ومعاينة نساء سبق لهن أن مررن بتجربة الإجهاض، أنهن لا تتقبلن نفسيا حتى الإجهاض التلقائي أو موت الجنين بداخل الرحم الذي يتم قضاء وقدرا. حيث يقمن مأتما له في دواخلهن الدفينة. وقد تظهر عليهن جراء ذلك علامات توتر، وحزن، واكتئاب فكيف يكون حالهن عندما يكن هن من برمج موت الجنين ووافق عليه وسعى إليه من خلال الخضوع للإجهاض العمدي؟. المؤكد أنهن يعشن صدمة مضاعفة . ولكنها صدمة مضغوطة ينفينها إلى العقل الباطن. فتركيز اهتمامهن من طرف المحيط على تأمين نجاح عملية الإجهاض، يجعلهن يعشن هذه المعاناة في صمت. فتتطور الجراح النفسية لديهن على مهل حتى دون أن يعين هن أنفسهن بذلك. ولذلك فإن الآثار النفسية الوخيمة للإجهاض لا تعقبه بالضرورة مباشرة . بل قد تستغرق سنينا عديدة لتفصح عن نفسها، وقد تنتج مضاعفاتها ببطء على سلوك المرأة وشعورها لدرجة أننا أحيانا قد لا نتبين علاقة السببية بين سابقة الإجهاض وهذه الاضطرابات النفسية إلا بعد استجواب وبحث دقيق ورصين. بالطبع لا يمثل الإجهاض العمدي نفس التجربة بالنسبة لكل النساء . فعندما تطرح المشكلة، فإن الأطباء يسمعون تقريبا نفس العبارات و الجمل تتردد على شفاه هؤلاء النساء . " لاخيار لدي" " أنا مضطرة" " إن الله سيسامحني" سأصوم وسأكفر عن ذنبي" لذلك فإننا لا نعدو قول الحقيقة، إذا استنتجنا أن في أعماق النفس البشرية رفضا قاطعا للإجهاض يتساوى في هذا الشعور أولئك الذين يناصرونه وأولئك الذين يناهضونه وأولئك اللاتي تخضعن له. ولأن هؤلاء النساء يلجأن للإجهاض لتجاوز وضعية اجتماعية صعبة ، فإننا نستوعب لماذا يكون شعورهن الأول بعد إجرائها. هو الشعور العارم بالفرج وبأنه قد نفس عنهن، ولكنهن يشعرن بالذنب أيضا لأن حياة الجنين كانت هي المقابل الذي قمن بتأديته لأجل التنفيس عنهن. كذلك فإن القاصرات يجتهدن دائما لتحويل هذا الإجهاض إلى مجرد حادث "سيغني" "تجربتهن" في الحياة ويدفع بهن إلى "النضج المبكر" واستخلاص العبرة في المستقبل. ولكن هذه كلها مجرد "ترتيبات" نفسية لتسويغ "ذنب" كن يتمنين لو لم تضطرهن تصاريف الحياة إلى اقترافه، وهي ترتيبات لا تخفي حقيقة أن ردود الفعل الحقيقية لا تتم مباشرة بعد الإجهاض . فالمرأة قد تمر لمدة طويلة بمرحلة هروب نحو الأمام . فقد تتجاهل هذه الحادثة فتقمع بداخلها كل محاولة لتذكر حملها المجهض هذا، لدرجة أنها قد "تنسى" كل شيء . إنها تكون كمن يحاول أن يفرغ المشاعر المكبوتة فيه في اتجاهات أخرى. لكن هذا التصرف قد ينطوي على مضاعفات اشد خطورة على الأمد البعيد. فعقل المرأة الباطن يكون في غليان مكبوت وقد يستيقظ ضميرها فجأة ودون سابق إنذار بمناسبة أحداث أخرى جديدة. وما اكثر هذه الأحداث الجديدة في حياة المرأة: كولادة طفل لها . أو تعرضها لإجهاض تلقائي هذه المرة، أو فقدانها لشخص عزيز. أو بكل بساطة لجوءها لخدمات الإنجاب المدعوم طبيا بتكاليفه المادية الباهظة بسبب انخفاض في الخصوبة لديها. أعقب خضوعها لذاك الإجهاض . لذلك ليس غريبا ولا مستبعدا أن تستشير المرأة الطبيب النفساني 5 سنوات أو 10 وأحيانا 20 سنة بعد الإجهاض. قصد الاعتراف بالذنب وطلب الغوث الطبي من جديد. فالإجهاض العمدي جرح غائر في نفسية المرأة لا ينزف ولكنه لا يشفى أبدا . إنه ألم دفين لديها يسكن ويغفو ولايتلاشى. إن الحديث عن هذه الآثار النفسية لا يجب أن يفهم كانعكاس انضمام المتحدث إلى فريق مناهضة الاجهاض، بل هو حقيقة وواقع يحجبهما الصمت المطبق لمن مررن بهذه التجربة المريرة وكذا التهافت المريب للبعض على تبرير هذه الآفة من خلال إخفاء هذه الحقائق والتقليل من شأنها. لكن الشمس لا تحجب بالغربال ، والصدمة النفسية للإجهاض تمتد سنوات لدى الكثير من النساء. وذلك على شكل اضطرابات مختلفة . فقد تشعر المرأة باللاجدوى وبالفراغ القاتل. وقد تهتز ثقتها ونظرتها كثيرا إلى نفسها، هي التي لم يكن " بمقدورها أن تمنح "الحياة" لجنينها الذي لجأ لرحمها ليحيى لا ليموت وقد يتطور الأمر بها إلى معاناة عضوية وإلى إحساس غامض بعدم الارتياح. إن هذه المشاعر قد تنعكس سلبا على محيط المرأة أيضا حيث تصيب عدواها الزوج و الاطفال . وحتى عندما تنجح المرأة في الحمل لاحقا، فإن نفس المشاعر المحبطة تلاحقها. بل إن وصمة الإجهاض تظل لصيقة بها . إننا والحالة هذه قد نلاحظ لدى بعض هؤلاء النساء عجزا واضحا عن التكفل بمولودهن حتى عندما يكون هذا المولود مرغوبا فيه. فالمرأة التي فقدت ثقتها في نفسها دون أن تنسى أبدا جنينها الذي أجهضته سابقا تشعر بأنها غير أهل للأمومة . فهي لا تستطيع أن تستوعب أبدا كيف استغنت عن حملها السابق؟ واحتفظت بهذا الحمل الحالي . إن هذه المقارنة التي لا مفر منها، تعذبها وتقسو عليها وتأخذ بخناقها وتخلف عندها صعوبات للتكفل بمولودها الجديد . وهكذا فإن الإجهاض العمدي قد يصبح لدى بعض النساء " لعنة " قد تطاردهن مدى الحياة . - الإجهاض غير الآمن : ويعني إسقاط جنين غير مرغوب في ولادته من طرف أشخاص يفتقدون للمهارات اللازمة أو في وسط لا يتوفر فيه الحد الأدنى من المعايير الطبية" ويسمى أيضا بالإجهاض السري أو إجهاض " الزقاق الخلفي" يتم هذا الإجهاض على أيدي أطر صحية مدربة أو غير مدربة أو على أيدي مشعوذين أو من طرف الحامل نفسها. تقدر منظمة الصحة العالمية أن العالم يعرف سنويا إجراء 20 مليون عملية إجهاض غير آمن وأن 68.000 امرأة تموت كل عام نتيجة مضاعفات الإجهاض وأن الإجهاض غير الآمن يمثل 13% من مجموع وفيات الأمهات . تنتشر هذه الظاهرة في كل البلدان وخصوصا بالعالم الثالث 95% من الحالات، وتستهدف كل الأعمار. كما تعانيها العازبات والمتزوجات على السواء. يتم الإجهاض الغير الآمن بعدة وسائل من ضمنها مواد كيمياوية عن طريق الفم كابتلاع عدد كبير من أقراص منع الحمل أو شرب بعض المطهرات و المواد الحمضية و الأسبرين وكذا استعمال مواد موضعية كعظام الدجاج وبعض الأعشاب و النباتات وإبر الحياكة و الأقلام و الأسلاك الكهربائية أو قد يلجأ إلى تدليك أسفل البطن وضربها بعنف كما كان يجري في سالف الأزمان . يتسبب هذا الإجهاض غير الآمن في مضاعفات خطيرة كوفاة الحامل . وكالتعفن الناجم عن عدم اكتمال إسقاط الجنين واستعمال آلات غير معقمة وغياب شروط النظافة وعدم إحاطة التدخل بالمضادات الحيوية، حيث قد يصيب هذا التعفن الأعضاء التناسلية الداخلية، فيتسبب في خراجات داخل الحوض والتهاب الصفاق وتعفن الدم مما قد يؤدي إلى هبوط في الوظائف الحيوية للجسم ثم الموت وقد تصاب المرأة أيضا بالكزاز وبتخثر الدم في أوعية الحوض و الأطراف السفلى. هذا بالإضافة إلى المضاعفات الأخرى على المدى البعيد والتي قد تودي بخصوبة المرأة . هذه المضاعفات التي تطابق تلك التي تحدثنا عنها في الفقرة الخاصة بالإجهاض العمدي إلا أنها أكثر حدة وأكثر قسوة منها. [email protected]