توقعت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية في مقال نشرته مؤخرا أن ينخفض عدد السياح الفرنسيين الذين سيتوجهون إلى الدول المغاربية، خصوصا المغرب. وعزت الصحيفة ذلك، استنادا إلى معطيات رسمية، إلى أسباب أمنية محضة في إشارة واضحة إلى ماحدث مؤخرا في الجزائر ومقتل الفرنسي هيرفي جوردال في الجزائر على أيدي مايسمى بجهاديي «الدولة الإسلامية». وأصدرت الحكومة الفرنسية تحذيرا إلى مواطنيها تشير فيه إلى خطورة السفر إلى هذه البلدان، مما دعا أغلبية الفرنسيين المتوجهين لهذه البلدان، إلى إلغاء جميع حجوزاتهم، حيث من المتوقع أن ينخفض عدد السياح بحوالي 150ألف سائح وفي المغرب لوحده بحوالي 50ألف، ووصلت نسبة الإلغاءات إلى 50 في المائة. المثير في هذا الخبر هو أن المغرب يتحمل تبعات ماوقع في الجزائر فكما يقال «حوتة كتخنز الشواري»، وزيادة في التأكيد فالمغرب بلد آمن وسيظل كذلك، وربط مايقع في الجزائر وتعميمه على جميع البلدان بما في ذلك المغرب هي فرضية خاطئة وطرح مجانب للصواب، والسياح الذين دأبوا على التوجه إلى المغرب يعلمون يقينا أن المغرب بلد آمن. وبالرجوع إلي لغة الأرقام فقد تراجع عدد السياح الوافدين على المغرب، بنسبة 4 في المائة، حيث فقدت السياحة المغربية ما يقارب 454 ألف ليلة مبيت، متراجعة بذلك بنسبة 14 في المائة في عدد ليالي المبيت بالنسبة للسياح الأجانب قياسا مع بداية السنة الماضية 2011. وحسب مذكرة رسمية، فإن عدد السياح الأجانب الذين زاروا المغرب مؤخرا بلغ 2.5 مليون سائح، مقابل 2.6 مليون من الأجانب الذين زاروا المغرب السنة الماضية. وتأثرت العديد من الوجهات السياحية بالمغرب من هذا التراجع، في عدد السياح الوافدين على المغرب، حيث سجلت وجهة أكادير تراجعا بنسبة 16 في المائة في ليالي المبيت، في حين سجلت وجهة مراكش نتيجة سلبية قياسا بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث انخفض عدد ليالي المبيت بالمدينة الحمراء إلى 10 في المائة، في حين تراجعت وجهة ورزازات بنسبة كبيرة وصلت إلى 21 في المائة، وهو ما يبرز التحدي الكبير الذي يواجه ورزازات التي بدأت تعاني خلال السنوات الماضية من تبعات هذا الانخفاض على اقتصادها المحلي. وحسب مذكرة أخرى، فوجهة فاس انخفضت ب11 في المائة، في حين ارتفعت وجهة طنجة ب 8 في المائة، والدار البيضاء بنسبة 4 في المائة. وعزا التراجع المسجل في عدد ليالي المبيت للسياح الأجانب الزائرين للمغرب، إلى الانخفاض الكبير في أهم الأسواق الخارجية التقليدية المصدرة للسياح إلى المغرب إلى أسباب أمنية محضة ، كما هو الحال مع السوق الفرنسي التي تشكل 36 في المائة من السياح الذين يزورون المغرب، حيث انخفض عدد السياح الفرنسيين بنسبة 6 في المائة ، كما انخفض السوق الألماني بنسبة 5 في المائة، والسوق الإيطالي بنسبة 16 في المائة، في مقابل ارتفاع مهم للسياح العرب حيث تطورت نسبتهم ب 11 في المائة قياسا بنفس الفترة من السنة الماضية، إذ سجلت 207 آلاف و483 ليلة مبيت مقابل 271 و330 ليلة مبيت خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية. أمام هذه المعطيات السؤال الذي يجب يطرح لماذا يتحمل المغرب مايقع في بلدان أخرى؟