أكدت مصادر جمعوية وحزبية لجريدة العلم أن ساعة واحدة من التساقطات كانت كافية لكشف الواقع الهش والمزري لبعض المراكز والقرى بإقليم افران خاصة بعين اللوح وتمحضيت حيث غمرت المياه الفدادين واتت على المغروس والمزروعات واتلف البرد الذي تساقط لمدة 48 دقيقة غلة الأشجار المثمرة بدرجة متفاوتة حسب المناطق. وانقطعت السبل والمسالك الطرقية المؤدية إلى مجموعة من القرى والمراكز كتوفصطلت وتاكونيت ومازالت لحد الان مقطوعة بسبب انجراف الأتربة والأحجار، كما توقفت حركة المرور والدخول إلى مركز الجماعة بعين اللوح بسبب السيول الجارفة وهشاشة البنيات التحتية وانعدامها في بعض الاماكن. وتسببت الامطار الطوفانية في انهيار بعض الاصطبلات وقنطرة تبارغازت وهلاك ماشية احد المواطنين، وغمرت المياه مساكن ومكاتب مركز الأشغال الفلاحية بعين اللوح وأصبحت الدور الآيلة للسقوط والتي تم إحصاؤها في وقت سابق مهددة اكثر من أي وقت مضى بالانهيار في أي لحظة في حين لم تتخذ اية اجراءات تذكر لتفادي كارثة. ولم تنج جماعة تمحضيت حيث ارتفع منسوب مياه واد كيكو وأدى ذلك إلى إحداث خسائر مادية بممتلكات الفلاحين وأراضيهم، كما غزت الأمطار العاصفية جماعة ضاية عوا وأصابت بعض غلال التفاح بخسارة متفاوتة ولكنها اقل من مناطق أخرى. ويبدو من خلال التساقطات الأولية التي لم تدم إلا ساعات قليلة وتسببت في خسارة كبيرة أنها تنذر بفصل شتاء قد يأتي على الأخضر واليابس لا قدر الله في غياب حل لإشكالية الشعاب لتصريف مياه الأمطار وتوسيع الموجود منها وتوفير بنيات تحتية وتشييد المزيد من السدود التلية وإعداد قنوات الصرف الصحي والسواقي وإحداث حواجز وقائية وتعبيد الطرق بالمواصفات المطلوبة لمثل هذه المناطق التي تعرف تساقطات ضخمة وتقع بموقع جبلي يتطلب تقوية البنيات التحتية بدل اللجوء إلى الحلول الترقيعية والسهلة، خاصة وان مناطق عين اللوح وتكريكرا وسيدي المخفي وغيرها تشهد كل موسم كوارث طبيعية تستوجب توفير الموارد المالية لحل مشاكل انجراف التربة والشعاب وصيانة المسالك الطرقية وإعداد قناطر صلبة ومساعدة الفلاحين الذين أصابت أراضيهم ومغروساتهم وممتلكاتهم خسارة ونكبة، علما أنها هي مصدر رزقهم ومنها يعيلون أسرهم خاصة من يملكون مجرد فدان أو فدانين لا يتعدى الهكتار أو الهكتارين وتسهيل عملية الحصول على القرض الفلاحي لإعادة تنقية أراضيهم وإخراج الأتربة، وما حملته الأمطار الطوفانية ولتسوية أراضهم، حيث أصبحت وضعيتهم مزرية. وقد اتصل بنا مجموعة من المواطنين وبينهم شيوخ ونساء يلتمسون المساعدات أو الوقوف بجانبهم لعلهم يحظون بقرض فلاحي.. وعلمنا أن وفدا يتكون من رئيس الدائرة وقائد منطقة عين اللوح وعناصر الدرك الملكي والقوة المساعدة والوقاية المدنية وبعض المهتمين بالشان المحلي حلوا بالمنطقة للوقوف على حجم الخسارة وما سببته الامطار وموجة البرَد، نتمنى أن تعد المنطقة منكوبة لتستفيد من الدعم، والسؤال الذي يتردد على لسان الفلاحين والمواطنين بشكل عام هل هناك صندوق للطوارئ والكوارث الطبيعية بكل من جماعة عين اللوح والمجلس الإقليمي وما دوره في هذه الحالات؟وأين الميزانيات المرصودة لجماعة عين اللوح التي عرفت ولا زالت تشهد الكوارث الطبيعية من فيضانات وغيرها منذ سنوات والتي كان يسمعها الجميع في كل نازلة أو حادث وقع؟ أم هي مجرد كذبة للاستهلاك.. إن الإقليم وتضاريسه وموقعه الجغرافي الجبلي يتطلب توفير البنيات الكفيلة بتجنيب مناطقه كوارث ضخمة أو التقليل منها، بدل صرف ميزانيات ضخمة على المهرجانات والتنافس في إقامتها بكل جماعة.