كشف التقرير الصادر مؤخرا عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو"، أن 33 في المائة من المغاربة أميين من أصل 97 مليون عربي، و338 مليون نسمة حيث يبلغ معدل الأمية بالدول العربية 20 في المائة وهي نسبة تبلغ ضعف المتوسط على المستوى العالمي. ويعتبر المغرب من بين الدول التي تعرف ارتفاعا في نسب الأمية، بالرغم من الجهود التي تبذلها مختلق الجهات المختصة في محاربة الأمية التي تستفحل بكل بقاع المغرب، الا أن هناك مجموعة من العوامل التي تحول دون بلوغ الأهداف المتوخاة، وتلعب العادات والقيم الاجتماعية الخاطئة دورا كبيرا في إحداث مشكلة الأمية، وزيادتها، فعلى سبيل المثال، لايزال هناك اعتقاد لدى كثيرين بعدم أهمية تعليم الفتيات، كما تتخوف بعض الأسر على بناتهم من التعليم المختلط. لذلك استفحلت الأمية بين الإناث من سن 15 عاما، فأكثر حتى وصلت في العام 1980 إلى 73,5في المائة. كما يلعب الهدر المدرسي دورا أكثر أهمية في انتشار الأمية فهناك 400 ألف طفل يتركون المدرسة سنويا بينما كان العدد في عامي 2004 و2005 حوالي 368 ألف طفل، وتتصدر المدرسة الابتدائية قائمة المؤسسات التي يغادرها الأطفال الا أن أول ضحايا الهدر المدرسي بالمغرب هم الفتيات بنسبة 58.4في المائة وأطفال البادية نظرا لبعد المرافق المؤسساتية وانعدام وسائل النقل حيث بلغت نسبة 80في المائة، و40في المائة من الأطفال المغادرين يحترفون الآن مهنا مختلفة. وتستفحل نسبة الأمية بكل بلدان العالم العربيخاصة في الصومال، حيث تبلغ نسبتها بين السكان 62 في المائة، ثم موريتانيا،42 في المائة، يليها اليمن 36في المائة، أما بالنسبة للسودان، والجزائر، ومصر، فإن نسبة الأمية تبلغ 26 في المائة، أما الدول التي تشهد نسب أمية منخفضة فهي قطر والبحرين والكويت، بالإضافة إلى فلسطينوالأردن حيثوتتراوح النسب ما بين 3.7في المائة في قطر، و6.6 في المائة في الأردن. وجاء هذا التقرير المنجز مؤخرا بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الأمية، الذي تسعى من خلاله البلدان التصدي لهذا الخطر الذي أصبح يهدد الاقتصاد الوطني، وتجدر الاشارة الى أن التقرير أنجزته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" هي منظمة متخصصة، مقرها تونس، تعمل في نطاق جامعة الدول العربية وتعنى أساسا بالنهوض بالثقافة العربية بتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على مستويين الاقليمي والقومي والتنسيق فيما بينهما المشترك فيما بين الدول العربية الأعضاء، وتهدف الى تجميع الوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم، ورفع المستوى الثقافي حتى يقوم بواجبه في متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها.