نزلت نسبة الأمية لدى الأشخاص الأكبر من عشر سنوات بالمغرب عن عتبة 30 % خلال الفترة الحالية لتبلغ 28 %، بعد أن كان في حدود 43 % سنة 2004، حسب نتائج التحقيق الوطني الذي انجزته مديرية محو الامية التابعة لوزارة التربية الوطنية ونشر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية الذي يصادف الثامن من سبتمبر كل سنة. وكشف التحقيق إن عدد المستفيدين من برنامج محو الامية الذي أطلق عبر المملكة، تضاعف ثلاث مرات خلال العشرية الأخيرة ب8.5 مليون مستفيد، منهم %48 من العالم القروي و 88 % نساء، ليبلغ عددهم هذه السنة رقما قياسيا ناهز 763.000 مستفيد، وأشرفت على أغلبية هذه البرامج منظمات غير حكومية ب (52,2 %) مقابل (47,6 %) بالنسبة للهيات العمومية، تطمح إلى تقليص نسبة الاميين الى 20 % في 2016، مشيرا إلى أن أكثر من 17 ألف و500 مكون ومكونة أشرفوا على فصول محو الأمية في ما يناهز 16 ألف مركزا لمحو الأمية، منها 8900 بالوسط القروي. وأبرزت المديرية أن تخليد اليوم العالمي لمحاربة الأمية يشكل مناسبة مواتية للتحسيس والتوعية حول إشكالية الأمية، وتقويم الجهود المبذولة في مكافحتها وتجديد العزم على مواصلة العمل بشكل فعال ومشترك للقضاء على هذه الظاهرة، رغم محدودية مواردها المالية التي تشكل 0,5 % (200 مليون درهم) من الميزانية المخصصة للتربية والتعليم، في الوقت الذي توصي فيه المنظمات الدولية بتخصيص 3 % على الأقل. وذكرت المديرية بأن جلالة الملك محمد السادس وصف، في خطاب العرش ليوم 30 يوليوز 2013، هذه النتائج ب "غير المسبوقة" مضيفة أن هذه النتائج نالت اعترافا دوليا تمثل في منح منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ميزة الشرف لجائزة كونفوشيوس لمحو الأمية برسم سنة 2012 لمديرية محاربة الأمية، تقديرا لما تم إنجازه على مستوى برامج محو الأمية وما بعد محو الأمية بالمغرب، خاصة المساهمة في تمكين النساء من تحقيق الاستقلالية. من جهتها أعربت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عن قلقها من وجود ما يفوق 97 مليوناً أميا في المنطقة العربية كلها، أي ما يعادل 27.9 % من مجمل السكان، ففي بيانها المنشور نهاية الاسبوع الماضي، أبرزت ذات المنظمةإن عدد الأميين العرب الذي تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما يبلغ قرابة 67 مليونا، منهم حوالي 60 بالمائة من النساء الأميات، ناهيك عن توقف 6 ملايين طفل عن الدراسة رغم سنهم القانونية. أرقام اعتبرتها المنظمة _خطرا_ حقيقيا على التنمية البشرية في المنطقة، وتأثيرها المباشر والسريع على المستقبل الاقتصادي والإنساني العربي. في المقابل سجلت ذات الهيئة عدم اهتمام الحكومات بالظاهرة وتقاعسها في مكافحة الأمية ضمن مخططات استعجالية تضع المشكل ضمن أولويات الدولة. واختارت منظمة اليونيسكو كشعار لتخليد اليوم العالمي لمحو الأمية في 2013 "أشكال القرائية في القرن الحادي والعشرين"، مع التأكيد على ضرورة تحقيق هدف "الكفايات الأساسية للقرائية للجميع" ومساعدة كل المستفيدين من برامج محاربة الأمية من أجل التوفر على كفايات جديدة ومتقدمة، في إطار التعلم مدى الحياة، من جهتها دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدول الأعضاء إلى اعتماد سياسات جديدة لمحو الأمية تسخر لها كل الإمكانات التربوية المتوفرة، بما في ذلك المدارس العربية والإسلامية والمساجد، مؤكدة أن تضافر جهود جميع الفاعلين، بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والإقليمية وغيرها، من شأنه إعطاء مزيد من الفعالية لبرامج محو الأمية، معتبرة أنه في إطار السياسة الجديدة، وموازاة مع النظام التقليدي لمحو الأمية، ينبغي التركيز على محو الأمية الرقمية، من خلال استثمار الإمكانات التربوية التي تتيحها تقنيات المعلومات والاتصال، وزيادة التمويل الحكومي وتحسين باقي مصادر التمويل لبرامج محو الأمية.