وضع التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الصادر عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الإثنين 1 أبريل 2013 المغرب ضمن الدول التي نالت تنقيطا متوسطا في مؤشر تنمية التعليم للجميع، باحتلاله المرتبة 94 عالميا من بين 120 دولة شملها التصنيف، وحصوله على نقطة (0.81)، علما أن مؤشر التنمية المرتفع يتطلب أن يتراوح تنقيط الدول بين (0.95 و1). وكشف التقرير، تذيل المغرب قائمة الدول العربية التي توفرت بياناتها، إذ احتلت الجزائر المرتبة 89 عالميا وجاءت مصر في المرتبة 81 عالميا، بينما صنفت الكويت وقطر في مؤشر تنمية التعليم للجميع «مرتفع» باحتلالهما للمرتبة 50 و55 على التوالي. التقرير بعنوان «الشباب والمهارات: تسخير التعليم لمقتضيات العمل»، أظهر التقدم الكبير الذي حققه المغرب في قيد الأطفال في المدارس الابتدائية (0.94 نقطة) إلى جانب ثلاثة دول أخرى هي غواتيمالا وجمهورية لاو وزامبيا، بعدما انتقلت نسبة التحاق التلاميذ بالتعليم الابتدائي من 71 في المائة قبل سنوات إلى 96 في المائة سنة 2011، وحصوله على تنقيط (0.93) في محاربة الهدر المدرسي من خلال نسبة بقاء التلاميذ حتى الصف السادس ابتدائي. رغم ذلك، رسم التقرير الأممي الذي تناول محورين هما: رصد التقدم تحقيق أهداف التعليم للجميع وتسخير التعليم لمقتضيات العمل؛ صورة «قاتمة» عن التعليم بالمغرب بالنظر إلى المراتب التي يحتلها في باقي المؤشرات مقارنة مع دول العالم، حيث أبرز حصول المغرب على نقطة «ضعيفة» في نسبة القرائية للكبار (0.56). بالنسبة لمؤشر القراءة؛ أكد التقرير، أن معدل محو أمية الكبار (15 سنة فما فوق) بلغت 56 في المائة سنة 2010، وتوقعت أن تصل النسبة إلى 62 في المائة سنة 2015، فيما تبرز المعطيات المقارنة، أن المغرب بعد سنتين سيكون إلى جانب موريتانيا أكثر الدول العربية التي بها الأمية في صفوف الكبار، حيث تذهب التوقعات إلى أن أغلب الدول ستتفوق على المغرب خاصة فلسطين وقطر التي يتوقع أن تبلغ نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة بهما حوالي 96 و97 في المائة على التوالي. وبالنسبة لنسبة القرائية لدى الشباب من الفئة العمرية (15-24 سنة) تتوقع «اليونسكو»، أن يبقى بالمغرب والعراق وموريتانيا أكبر نسبة من الأمية في هذه الفئة رغم أن نسبة الأمية يتوقع أن تنتقل من 21 في المائة سنة 2010 إلى 17 في المائة سنة 2015، لأن نفس المؤسسة تتوقع أن تنمحي الأمية من الكويت وليبيا وألا تتجاوز 4 في المائة في الجزائر. من جهة أخرى، أظهر تقرير «اليونسكو»، أن المغرب له أعلى معدلات الرسوب في التعليم الابتدائي في العالم العربي بنسبة 10.7 في المائة (12.6 في المائة صفوف الذكور و8.7 في المائة في صفوف الإناث)، إذ تقدمت عليه جيبوتي التي لا تتجاوز بها نسبة الرسوب 9.6 في المائة، والجزائر التي تبلغ النسبة بها 7.5 في المائة فقط. احتلال المغرب مراتب متأخرة في عدد من المؤشرات، يأتي رغم أنه ثالث الدول العربية إنفاقا على التعليم من حيث النسبة المئوية من الناتج القومي الإجمالي، حيث تبلغ نسبة الإنفاق الحكومي 5.5 في المائة، وتعد جيبوتي أكثر الدول العربية إنفاقا (7.6 في المائة)، تليها تونس (6.6 في المائة)، وأوضح التقرير أيضا، أن الإنفاق الحكومي الإجمالي للمغرب على التعليم كنسبة مئوية من الإنفاق الحكومي هي الأعلى عربيا بنسبة، حيث تبلغ النسبة 25.7 في المائة.