بدأت الاستعدادات والحملات الاستباقية للسلطات الأمنية تثمر نتائج إيجابية ومسترسلة تتجلى في الإيقاع بالمزيد من المتطرفين الذين يتحركون باسم الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها «داعش» حيث تمكنت السلطات الأمنية من اعتقال عدد من هؤلاء في عدة مدن مغربية. وهكذا أعلن بلاغ لوزارة الداخلية أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أوقفت شَخصيْن قالت إنهما من الموالِين لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق الإرهابي، حيث كانا على أُهبة مغادرة التراب الوطني للالتحاق بمعسكرات «التنظيم الإرهابي»، وأوضح المصدر ذاته أن المشتبه فيهما، تربطهما «علاقات بمتطرفين أجانب»، و«خطّطا للاستفادة من تكوين عسكري وميداني في صفوف التنظيم الإرهابي المذكور»، على أن يتم نقل تجربة التكوين داخل أراضي المغرب، وذلك «وفق مخططات «داعش» الرامية إلى توسيع مجال عملياته خارج نطاق سوريا والعراق». وأضاف البلاغ أن التحريات أكدت أن أحد الموقوفَين «على صلة وطيدة بشبكة إجرامية تنشط بمدينة فاس، يقودها معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب»، وهي الشبكة التي قالت إنها متورطة في «تنفيذ اعتداءات جسيمة على المواطنين باستعمال أسلحة بيضاء». جرى توقيف أعضائها مؤخرا، إلى جانب شبكات إرهابية أخرى تم تفكيكها في خطوات استباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، لا سيما بعد ظهور أعضاء في تنظيم «داعش» يهددون شخصيات عامة ومسؤولين مغاربة عبر أشرطة فيديو. يذكر أن وزارة الداخلية المغربية سبق وكشفت أن أكثر من 1200 مغربي يقاتلون مع «داعش» في سوريا والعراق، وأن عددا منهم يتولون مناصب قيادية في التنظيم، في ظل مخاوف من إقدامهم على نقل خبراتهم القتالية نحو المغرب والتحضير لأجل تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد بتنسيق مع الجماعات الإرهابية الموجودة في منطقة الساحل والصحراء. وأبرزت معطيات وزارة «الداخلية» التي تتواصل بشكل سلس وشفاف مع الرأي العام كلما تعلق الأمر بمستجدات ذات صلة بحرب المغرب الاستباقية ضد المد الجهادي أن الأبحاث الأمنية المنجزة أسفرت عن توقيف 4 أشخاص آخرين بفاس لوحدها «لهم علاقة بهذه الشبكة الإجرامية»، حيث سيتم تقديم كل المشتبه فيهم إلى العدالة «فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة». وافادت بعض المصادر ان التحقيقات الامنية مع أفراد الخلية الإرهابية المفككة في الأيام الماضية، كشفت العديد من المعطيات الجديدة المرتبطة بتجنيد انتحاريين من مختلف بقاع العالم من أجل السفر إلى سوريا والعراق عبر المغرب للقتال في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية». وكشفت هذه التحقيقات , أن زعيم احدى الشبكات المسمى «جلال.أ» كان على تواصل بمغربي يحمل الجنسية الإسبانية منذ سنة تقريبا، وكان الأخير ينسق معه من أجل تمكين مجموعة من الراغبين في السفر إلى سوريا من أجل القتال، خاصة بالعرائش، التي جند منها ستة أشخاص وساعدهم على الهجرة بعد أن ربط الاتصال بزعيم الشبكة وطلب منه هاتفيا تمكينهم من السفر ومدهم بالمال الكافي لنجاح مهمتهم. من جهة اخرى تمكن عضو من حزب العدالة والتنمية الحاكم من مغادرة المغرب للالتحاق بالجماعات المقاتلة بسوريا والعراق بعد ان ترك رسالة ظهرت في حائطه الفايسبوكي تؤ*كد وجهته الى سوريا وتطوعه للانضمام لصفوف جيش «داعش» وهو ما سيثير مشاكل لحزب العدالة والتنمية الذي بادر للإعلان عن قرار فصل عضوه الشاب والخريج الجامعي الذي شارك في عدة أنشطة داخلية وخارجية للحزب بمنطقة مولاي يعقوب ضواحي فاس ، ويأتي هذا الحدث موازاة مع اتهامات سابقة تم توجيهها لهذا الحزب بكونه على علاقة ب (داعش) كانت موضوع ردة فعل عنيفة لقياديين بالبيجيدي. و صلة بموضوع الارهاب الداعشي الذي يؤرق العالم و أسابيع فقط بعد الصورة المرعبة للطفل الاسترالي خالد، ذي 7 سنوات، وهو يحمل مبتسما رأسا مقطوعة ﻷحد ضحايا تنظيم «داعش» في سوريا، انتشرت بسرعة البرق صورة جديدة لطفل بلجيكي من أصل مغربي، يدعى يونس أباعود، ذي 13 ربيعا فقط، وهو يحمل سلاح كلاشينكوف في يده اليسرى ويرفع سبابة يده اليمنى إلى الأعلى، معلنا انضمامه إلى أكبر وأخطر تنظيم دولي إرهابي. وخلفت صورة التلميذ المنحدر من العاصمة بروكسيل، وهو المرتدي لزي عربي بلون بني وعمامة فوق الرأس، حالة من الصدمة والذعر داخل الرأي العام البلجيكي، فيما علقت وسائل الإعلام الغربية، من ضمنها «ديلي ميل» البريطانية، على أن يونس أباعود هو «أصغر داعشي أجنبي»، انضم إلى 5 آلاف مقاتل مراهق في سوريا ضمن كتائب «دولة البغدادي»، ممن يحملون جوازات سفر أوروبية. وتظهر صور أخرى لشقيق يونس الأكبر، عبد الحميد، وهو يحمل سلاحا مع رجل مسن وملتحٍ بزي عسكري، يعتقد أنه أبرز قادة «داعش» المغاربة، إلى جانب صورة أخرى له وهو داخل عجلة شاحنة ضخمة، في حالة تصويب لسلاحه الناري.