أكباش كثيرة بقرون ملتوية مثل ما تشتهيه ربة البيت والأولاد تطل علينا من خلال اللوحات الإشهارية التي تنتصب في أهم شوارع المدينة وملتقيات الطرق ومن خلال الإعلانات الملونة المغرية التي تحفل بها الصحف. وهي أكباش، من خلال ما يوحي به الإشهار، تدعوك لاقتنائها بأيسر السبل، بل إن كنت محظوظا قد تسلَّم لك كهدية مع القرض الذي تطلبه... وماذا تريد أكثر من ذلك، قرض سهل مع خروف كهدية وتبدو الدنيا هكذا سهلة هنية لا مجال فيها للهموم ولا لكثرة التخمام. كان الله في عون مؤسسات القروض والأبناك التي يبدو أنها لا تفكر سوى في مصالحنا واحتياجاتنا... تجدها حاضرة عند الدخول المدرسي وفي رمضان وفي الأعياد والمناسبات تعرض علينا خدماتها وقروضها وتجعل الحياة تبدو لنا أكثر سهولة مما نعتقد. أكثر من ذلك هناك أبناك ومؤسسات للقرض تعرض علينا سلف عيد الأضحى مجانا أي بدون فوائد إلا ما كان من مصاريف الملف.. وذلك في محاولة لاستقطاب أكثر ما يمكن من الزبناء المقترضين. وهنا لا يبدو لنا سوى النصف الفارغ من الكأس أما النصف الممتلئ فيشير إلى أن نسبة كبيرة من الأسر المغربية تعيش حالة إفلاس تام بسبب كثرة القروض التي في ذمتها... وكثير منهم لا يفضل لهم من أجورهم بعد خصم أقساط القروض وفوائدها سوى الفتات بل إن نسبة منهم تعجز عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الأبناك ومؤسسات القرض ويصبحون معرضين للانذارات والإكراهات وحتى السجن. ورغم نواقيس الخطر التي تقرعها جمعيات حماية المستهلك فإن الإقبال على الاقتراض أصبح شراً لا بد منه... وهو ما تستغله الأبناك ومؤسسات القروض لجر عباد الله إلى المستنقع، خاصة وأنها في غياب قانون يؤطر العملية بدقة، توجد في موقع قوة وتفرض على زبنائها ما تشاء من شروط ضمن عقد غامض قلما يطلع عليه المقترضون بإمعان وترو. وكان بنك المغرب خلال شهر ماي الماضي قد نبه الأبناك إلى ضرورة مراعاة قدرة الزبناء على الوفاء كشرط قبلي لمنح القرض.. لكن الأبناك لم تعر -على ما يبدو- لهذا التنبيه أي اهتمام... لذلك تراها سادرة في استقطاب عباد الله والعزف على أوتار حساسة من احتياجاتهم تصل إلى منحهم كبشا أملحاً كهدية للعيد.