ذاكرة المغاربة قوية جدا، ولذلك لن تنسى أن حزب العدالة والتنمية استقبل بالأحضان أحد الصهاينة في مؤتمره الأخير، وهي سابقة خطيرة في المشهد السياسي المغربي، ويتعلق الأمر ب»عوفير برانشتاين» مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق «إسحاق رابين»، وهوالحادث الذي أثار نقاشا وسط الإعلام المغربي ووسط قياديي حزب العدالة والتنمية نفسه بعدما تبادلوا التهم فيما بينهم حول المسؤول عن دعوة هذا الصهيوني إلى بيتهم، إلى جانب قائد من حركة حماس الفلسطينية، وتساءل الكثيرون حينها عن سر هذه المصادفة التي جمعت بين طرفين ينظر إليهما باعتبارهما متناقضين ومتصارعين، وفي إطار تبادل الأدوار والمواقع انتقدت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، حضورهذا الصهيوني لمؤتمر الحزب، ووصفته ب»الاختراق الصهيوني». وذاكرة المغاربة قوية أيضا، ولذلك فإنها لن تنسى أنه في عهد الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، عرفت المبادلات التجارية بين المغرب والكيان الصهيوني تطورا كبيرا امتد إلى الخضر والفواكه والتمور وحفاظات الأطفال بالإضافة إلى البحث العلمي وتوسع عمليات التطبيع التي طالما ادعى أنه ضدها. والواقع أن فكر العدالة والتنمية يعتبر امتدادا طبيعيا للفكر الإخواني كتنظيم دولي يتاجر بالدين من أجل تحقيق مصالح براغماتية لا علاقة لها بالإسلام الحنيف،والكل يعرف الموقف الانتهازي لحركة الإخوان المسلمين من الثورة المصرية وخذلانهم للثوار في ميدان التحرير قصد نيل رضا المجلس العسكري، وهو الأمر الذي حصل لحزب العدالة والتنمية مع حركة 20 فبراير حيث قايض بها من أجل ضمان الحماية للفاسدين منه الذين كانوا وراء القضبان. وفي هذا السياق لن يتردد قادة حزب العدالة والتنمية في المتاجرة بالقضية الفلسطينية وبدماء شهدائها من أجل تحقيق مصالحهم الضيقة،مسخرين في سبيل ذلك.بعض مواقع التواصل الاجتماعي،في محاولة يائسة لدفع التهمة عنهم بخصوص العلاقات المشبوهة التي تربط بعضهم بالجماعات التي تقتل المسلمين باسم الإسلام وتخرب بلاد المسلمين باسم الإسلام. فبعد فشلهم الذريع في تدبير الشأن الحكومي،والهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين وإغراق البلاد في الديون الأجنبية،وتهديدها بأزمة اقتصادية واجتماعية على الصعيد الداخلي،وعدم قدرتهم على فضح المجازر الاسرائيلية،و الدفاع عن القضية الفلسطينية،على الصعيد الخارجي،اختار حزب تجار الدين الأسلوب الأسهل وهو اختلاق معارك وهمية لإلهاء الشعب،والشيطنة والكذب وفبركة الأخبار،وإلصاق التهم الباطلة بالمنافسين السياسيين وفي مقدمتهم مناضلو حزب الاستقلال المعروفون بدفاعهم المستميت عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. إن القضية الفلسطينية تسائل قادة العدالة والتنمية عن الأموال الطائلة التي جمعوها باسم غزة وباسم فلسطين في السنوات الماضية،بل إن المغاربة الذين تبرعوا بأموالهم والمغربيات اللواتي تبرعن بحليهن يجب أن يعرفوا مصير هذه الأموال،وهل توصل بها الفلسطينيون فعلا،أم أنها وظفت لأغراض أخرى ؟؟ إن حبل الكذب قصير،وإن الغد لناظره قريب،مع محكمة الشعب في حق الذين باعوا للمغاربة الوهم من أجل الكراسي والسلطة والجاه.