استضاف حزب العدالة والتنمية خلال مؤتمره السابع الصهيوني، عوفير برانشتاين، رئيس المنتدى الدولي للسلام والمستشار السابق لرئيس الوزراء المغتال، إسحاق رابين، وأقام في ضيافة الحزب الذي حجز له في فندق فرح توليب من ميزانية الحزب الذي يحصل سنويا على دعم من الخزينة العامة بما يعني أن الصهيوني قضى أياما في المغرب على حساب المال العام الذي يموله المغاربة الذين توجد فلسطين في عروقهم. فنسي بنكيران، الذي شنف أسماعنا بدعمه لفلسطين واستضاف أحد الأفاقين باسم النضال والجهاد، أن المغرب والمغاربة لا يحبون أن يساومهم أحد على القضية الفلسطينية، وقبل أن يكون بنكيران موجودا وقبل أن يكون ضيوفه من المجاهدين بالمراسلة كان المغرب حاضرا في قلب فلسطين شعبيا ورسميا. لقد تطوع مغاربة من أجل فلسطين وحملوا السلاح ورفاتهم مشتتة هنا وهناك من الأرض الفلسطينية وفي لبنان وسوريا، ولم يطلبوا على ذلك أجرا، كما يوجد بيننا مناضلون قاتلوا مع كافة الفصائل الفلسطينية كل حسب توجهه، ولا ينبغي أن ينسى بنكيران أن جنودنا الأبطال شهداء من أجل فلسطين ولهم قبور يلزم أن نفتخر بها، كما أن المغرب الرسمي يتحرك دعما لفلسطين في حدود لا تتجاوز سقف ما يؤمن به أصحاب القضية. غير أن ما قام به بنكيران ضرب لكل تلك القيم التي آمن بها المغاربة ولا يكل المغاربة من تمويل بيت مال القدس وهناك جنود مجهولون نساء ورجال يضعون الأموال في حساب البيت المذكور دون جعجعة لا تحركهم غير ضمائرهم، وما قام به بنكيران طعنة من الخلف ونفاق سياسي خطير، حيث أقام الحزب الملتحي الدنيا ولم يقعدها على استضافة الصهيوني المذكور من طرف معهد أماديوس الذي أوضح الهدف من ذلك، وقال إنه يريد تقريب وجهة نظر الطرف الإسرائلي والفلسطيني. لكن ما قام به بنكيران يدخل في باب التلبيس الخطير، وهو تلبيس تبيحه مؤسسة الفتوى السلفية التي ينتمي إليها رئيس الحكومة، فمن جهة اعترف رضة بنخلدون مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب الملتحي أن الدعوات الموجهة للضيوف تدرس بعناية، فهل توقفت عناية الحزب الإسلامي عندما تعلق الأمر بعوفير برانشتاين؟ ومن جهة أخرى، أوحى بنكيران لجيوب الحزب وللحركة الدعوية بإصدار بيانات ضد الزيارة المذكورة، لكن بعد ماذا؟ بعد أن حقق منها مبتغاه وهو عقد لقاء بين خالد مشعل وعوفير برانشتاين حتى يحسب لبنكيران مساهمته في السلام، ويحافظ في الوقت نفسه على عذريته التي انتهكها الصهيوني المذكور ولو كان بنكيران يحترم نفسه لأقدم على تقديم استقالته بعد هذا الاختراق المشين.