مطالب بالاعتذار للشعب وفتح تحقيق لمحاسبة أصحاب الدعوة مازالت تداعيات استضافة الإسرائيلي عوفير برانشاين، المساعد السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، ضمن بفعاليات مؤتمره الوطني السابع للحزب الذي عقد الأسبوع الماضي بالرباط، تتفاعل داخل أوساط الحزب مثل كرة ثلج كبيرة. وقال عبد العالي حامي الدين عضو الامانة العامة ونائب رئيس المجلس الوطني للحزب، ان قيادة الحزب في اول اجتماع لها ستناقش ملابسات دعوة عوفير برانشتاين، واتخاذ القرار المناسب والمنسجم مع مواقف الحزب المبدأية المناهض للتطبيع والرافض لاية علاقة مع أي رمز من رموز الصهيونية. وكشف عبد العالي حامي الدين ل''القدس العربي'' ملابسات دعوة عوفير رابنشتاين وقال ان الامانة العامة كلفت رضا بن خلدون بمهمة اقتراح الضيوف الاجانب الذين ستتم دعوتهم على ان يقدم اللائحة للامانة العامة للمصادقة عليها وحين قدم الاسماء المقترحة اورد اسم رابنشتاين كناشط يهودي فرنسي مديرا لمركز دولي للسلام ومناهض للصهيونية ومؤيد للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وحقه في دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وانه يحمل جواز سفر دبلوماسي فلسطيني تقديرا من السلطة الفلسطينية لمواقفه هذه. واضاف حامي الدين ان بن خلدون واوضح للامانة العامة انه لا يعرفه وان من اقترحه هو عمر المرابط مسؤول فرع الحزب في فرنسا وبناء على المعطيات المقدمة وافقت الامانة العامة على دعوة رابنشتاين. وندد رضى بنخلدون القيادي في حزب العدالة والتنمية، الذي كان مكلفا بترتيب استقبال ضيوف الحزب في مؤتمره السابع بالتأويلات سيئة النية لدعوة برانشتاين وحضوره للمؤتمر، كما ندد بما وصفه بالتهيؤات لما جرى في حفل العشاء الذي نظم على شرف جميع ضيوف المؤتمر الذين اتوا من خارج المغرب. وكان بن خلدون الذي كلفه الحزب باستدعاء الضيوف الأجانب، قد قلل من الانتقادات التي أثيرت حول استضافة المسؤول الاسرائلي السابق، معتبرا ان "الموضوع بسيط ولا يحتمل كل ما قيل عنه". من جهتها طالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي، الحزب بالاعتذار للشعب المغربي، واعتبرت المنظمة في تصريح لرئيسها محمد ابراهيمي عبر موقعها على الانترنيت أن الاستضافة "خطأ يستوجب الاعتذار للشعب المغربي". كما دعت المنظمة التي تعتبر بمثابة الذراع الطلابي للحزب، "كافة نواب الأمة بتقديم مقترحات قوانين تجرم كل أنواع التعامل مع الكيان الصهيوني وقطع أي سبيل للتعامل معه". من جهته هدد ادريس بووانو، عضو لجنة العلاقات الدولية للحزب، وعضو بلجنة العلاقات الخارجية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع، من كافة هيآت الحزب، على خلفية تداعيات هذه القضية. واكد بووانو، في بيان أصدره أن استقالته لها علاقة مباشرة بموضوع "الضيف الذي اقترنت به الحملة الإعلامية الشرسة التي شنتها أطراف على حزب العدالة والتنمية". وجاء في بيان بوانو "أخبر جميع الاخوة بأنه باعتباري كنت من ضمن لجنة العلاقات الخارجية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والمسؤولة من الناحية المعنوية والمادية على استدعاء الضيوف، فإنني قررت أن أستقيل من كافة هياكل الحزب". وترك بوانو قراره معلقا إلى حين أن "تثبت هيأة مستقلة من داخل الحزب أن لجنة العلاقات الخارجية للمؤتمر والمنبثقة عن اللجنة التحضيرية مسؤولة عن هذا الخطأ". من جهته كتب امحمد الهلالي، عضو المجلس الوطني للحزب أن "واقعة استضافة الصهيوني فضيحة مجلجلة تستوجب المحاسبة والإعتذار والكفارة وتجديد التعاقد مع القضية الفلسطينة حتى يتم رفع اللبس". وأضاف الهلالي في مقاله الذي نشره على موقع "هيسبريس" "قبل التسرع في الأحكام إذا كان قادة الحزب يحترمون مناضليهم ويحترموا من منحهم ثقة التدبير الحكومي فعليهم المبادرة إلى فتح تحقيق حزبي حيادي ومستقل ويعلنوا في ندوة صحفية ملابسات هذا الإختراق الصهيوني لأعلى هيئة تنفيذية في الحزب وهي الأمانمة العامة واللجنة التحضيرية للمؤتمر ويكفوا عن هذا الهراء الذي نسمعه من بعضهم في الصحف والمواقع الالكترونية.". أما محمد خيي البرلماني الشاب المنتمي لتفس الحزب فطالب بتقديم اعتذار للرأي العام عن خطأ "استدعاء الصهيوني المسمى عوفر برنشتاين". وقال خيي لموقع "مبادرة بريس" "الاعتذار عن خطأ بدر من اللجنة التحضيرية للمؤتمر هو الأليق والانسب، لأن كل البشر يخطأ، و لأن مواقفنا من التطبيع تسمو على كل الاعتبارات الاخرى احتراما لهذا الحزب ومناضليه وذاكرته ونضاله من اجل عدالة القضية الفلسطينية ، بل احتراما لشعور كل المغاربة الذين يثقون في قدرة هذا الحزب على الاتجاه نحو التصحيح اذا لزم الامر" . وكان جريدة "التجديد" الناطقة باسم الحزب قد نشرت في نوفمبر من العام الماضي مقالا تضمن انتقادات واسعة لمعهد يديره ابراهيم الفاسي الفهري نجل وزير الخارجية الخارجية الاسبق والمستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري لاستقباله في ندوة نظمها عوفير رابنشتاين نفسه كما قدم وزير العدل الحالي بصفته محاميا رفقة محامين مغاربة اخرين دعوى قضائية تطالب بإغلاق المعهد لدوره في التطبيع مع الدولة العبرية. وقالت التجديد التي كان يديرها انذاك مصطفى الخلفي وزير اتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الحالي تحت عنوان "صهاينة في ضيافة أماديوس في طنجة"، أن الوثائق الرسمية للمشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى ميدايز 2011، كشفت "عن مشاركة شخصيات إسرائيلية غير رسمية، تقدم نفسها مناضلة من أجل السلام بين المحتلين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي مقدمة هؤلاء المشاركين عوفير رابنشتاين Ofer Bronstein، الذي لا يوجد اسمه في لائحة المشاركين في الموقع الإلكتروني لميدايز 2011، إلا أن الوثائق الرسمية للمنتدى، أظهرت مشاركته، باعتباره رئيس المنتدى الدولي للسلام، ويتم تقديمه في عدد من المحافل، بصفة مساعد سابق للصهيوني إسحاق رابين، رئيس الكيان الصهيوني سابقا، كما حصل مؤخرا على جواز سفر فلسطيني سلمه له محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بسبب (مساعيه للسلام)".