في آخر تداعيات الأزمة التي فجرها حضور عوفير برانشتاين، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية، انتقدت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، حضور هذه الشخصية الإسرائيلية مؤتمر الحزب، واصفة إياه ب«الاختراق الصهيوني». وأوضحت الحركة في بيان ناري لها ضد الحزب صدر عقب اجتماع مكتبها التنفيذي أول أمس السبت أن «حضور شخصية صهيونية الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب العدالة والتنمية اختراق صهيوني كان ينبغي أن تنتبه إليه هيئات الحزب المعروف بمواقفه ضد التطبيع»، مجددة مواقفها الثابتة والرافضة لأي شكل من أشكال التطبيع أيا كانت الجهة التي تقف وراءه أو تقع في شراكه. وأكد مصدر من داخل الحركة أن قيادتها غاضبة من قيادة الحزب ولجنة العلاقات الخارجية التي استدعت برانشتاين إلى جانب ضيوف من العيار الثقيل كخالد مشعل، مضيفا أن رئيس الحركة محمد الحمداوي عبر لبنكيران عن معارضة الحركة لحضور مثل تلك الشخصيات التي تثار حولها الشبهات إلى مؤتمر الحزب. وأشار المصدر ذاته إلى أن المكتب التنفيذي للحركة، الذي انعقد أول أمس السبت، ناقش طويلا الأزمة التي انفجرت ضد الحزب عقب استدعائه المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، مضيفا أنه قرر في نهاية الاجتماع إصدار بيان ينتقد استضافة الحزب لشخصية إسرائيلية على اعتبار أن هذا الأمر يدخل في خانة التطبيع الذي يرفضه الحزب. وأكد المصدر ذاته أن استدعاء هذه الشخصية الإسرائيلية تم بموافقة الأمانة العامة للحزب بناء على تقرير رفع إليها من طرف لجنة العلاقات الخارجية حول المعني بالأمر، فصادقت على عملية استدعائه لحضور أشغال المؤتمر الوطني السابع. وفي سياق متصل، كشف عبد الله بوانو، القيادي في العدالة والتنمية، أن قيادة الحزب بصدد صياغة بيان حول سياق حضور برانشتاين أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وأكد بوانو في اتصال هاتفي مع «المساء» أن ما حدث خطأ يجب أن يعتذر عنه الحزب للشعبين المغربي والفلسطيني مع معاقبة الأشخاص الذين تسببوا في هذا الخطأ. وأكد بوانو على أن رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر يجب أن تكون واضحة، وأن تخرج إلى الشعب المغربي في هذا الوقت بالذات، وتوضح جميع ملابسات استدعاء برانشتاين لأشغال المؤتمر. وكان من أول تداعيات ملف استدعاء العدالة والتنمية لمسؤول إسرائيلي سابق تهديد إدريس بوانو، عضو لجنة العلاقات الخارجية للحزب، التي أشرفت على عملية استدعاء الضيوف الأجانب، بتقديم استقالته من الحزب إذا ثبت أن اللجنة أخطأت حينما استدعت المسؤول المذكور. وتوقع مصدر مطلع من داخل الحزب أن تتوالى خلال اليومين المقبلين استقالات أعضاء آخرين داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع، وخاصة من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية، التي أشرفت على عملية انتقاء ضيوف المؤتمر، الذين وافقت عليهم الأمانة العامة للحزب بناء على تقارير رفعت إليها من طرف اللجنة المذكورة.