سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر تتفنن في التآمر ضد مصالح المملكة العليا وخارجيتنا في سبات أهل الكهف: المناورة تهدف الى عزل المملكة وإجهاض مبادرات عودة الرباط الى التجمع الافريقي
تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجزائر و جنوب إفريقيا لعبتا دورا أساسيا للدفع بالاتحاد الافريقي الى إتخاذ مبادرات زكتها قمة مالابو بغينيا الاستوائية و تمثل في العمق ضربا مباشرا لمصالح المملكة العليا. فبإيعاز و ضغط من مفوض السلم و الأمن بالاتحاد الافريقي الديبلوماسي الجزائري إسماعيل شرقي صادق الاتحاد الافريقي على تعيين الرئيس السابق للموزمبيق جواكين شيسانو و هو أحد الموالين المعروفين لأطروحة الانفصال مبعوثا خاصا في ملف الصحراء لدى الاتحاد الافريقي و أوفدته حتى قبل إنعقاد القمة الافريقية لعقد لقاءات مع مسؤولين بريطانيين و فرنسيين و إسبان دون أن يكون قد حاز بعد على تزكية قمة مالابو. و يبدو أن الجزائر و جنوب إفريقيا و بتواطىء ضمني لنواكشوط تسعى من وراء تعيين مساند للطرح الانفصالي كمبعوث قاري مكلف بملف النزاع في الصحراء الى ضرب عصفورين بحجر واحد. أول أهداف المناورة الجزائرية المكشوفة هو إجهاض مساع دول إفريقية فاعلة و على رأسها داكار الى تهييىء الظروف لعودة المغرب الى حظيرة الاتحاد الافريقي بعد زهاء ثلاث عقود من القطيعة وثانيهما التغطية على الاخفاقات الديبلوماسية التي حصدتها جبهة الانفصاليين في السنة الماضية وتمكين قيادة الرابوني من متنفس ديبلوماسي يبعد أضواء الاهتمام الدولي عن ما يقع بوسط مخيمات تندوف من إحتجاحات وسخط إجتماعي. فالجزائر تدرك أنه لا يمكنها فرض مبعوث قاري على المغرب من منطلق أن الرباط ترفض و تتحفظ منذ عقود على أي دور للاتحاد الافريقي في ملف النزاع المفتعل بسبب إعتراف التنظيم القاري الذي تحول الى جهاز تتحكم في قراراته ومصيره الجزائر ومعها جنوب إفريقيا ونيجيريا في ظل غياب الدور المؤثر لكل من مصر و تونس و تحول نواكشوط التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الى مجرد منفذ يزكي أجندة حكام الجزائر و يبارك خطواتهم. والرباط من جهة باعتبارها غير عضوة بالاتحاد الافريقي تظل غير معنية قانونيا وديبلوماسيا بالتعامل مع مبعوث إفريقي لم تستشر مسبقا قبل تعيينه و بامكانها رفض وساطته وعدم قبول تعيينه بالمرة لمهمة نزاع تمثل الرباط أحد أطرافها الأساسية. المغرب ومعه ديبلوماسيته المتمادية في سباتها العميق و اللامبرر يجب أن تستعمل كافة المنافذ الاعلامية والقنوات الديبلوماسية المتاحة لامتصاص آثار و أهداف المناورة الجزائرية التي تسعى جاهدة الى إيجاد منبر جديد و لو شكلي لازعاج المملكة و ضرب مصالحها العليا عبر تسويغات حقوقية لن يذخر السيد شيسانو جهدا في التماهي الى أبعد الحدود مع ألأجندة المتآمرة لحكام الجزائر و خطواتهم المستقبلية التي يتعين على المملكة أن تتفطن لها و تتوقع أشكالها من الآن قبل أن تنقضي السنة و تصبح كواليس الأممالمتحدة مجددا مجالا فارغا و مستباحا لتحرك اللوبي المساند للانفصاليين.