في تطور لافت إستقبل أمس الاربعاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مبعوثا خاصا لزعيم جبهة الانفصاليين عبد العزيز المراكشي، و تسلم منه رسالة تتعلق بآخر تطورات ملف النزاع بالصحراء و بالوضع الجهوي و الدولي . ويجري اللقاء، الذي يحمل دلالات سياسية و دبلوماسية عديدة بالنظر الى الظرفية الاقليمية، يوما واحدا بعد التعديل الحكومي العميق الذي أجراه الرئيس الموريتاني على حكومة بلاده و الذي تم من خلاله تغيير وزير خارجية نواكشوط و تعيين أحمد ولد تكدي.
كما ياتي الاستقبال، تقول جريدة العلم التي اوردت الخبر، في ظل غياب الرئيس الموريطاني عن حفل تنصيب الرئيس المالي المنتخب إبراهيم أبو كيتا و الحضور القوي للمملكة المغربية في هذا الحفل في شخص جلالة الملك، و هو ما يكشف عن تباين في وجهات النظر حول مالي بين مكونات الاتحاد المغاربي، حيث لا يخفى على أحد الامتعاض الضمني للجزائر من أي تقارب يسجل بين الرباط و باماكو و هو ما يعتقد النظام الجزائري بأنه سيكبح الجموح الجزائري في بسط هيمنته الديبلوماسية على منطقة الساحل و ينسف ترتيبات الاحتواء التي تعتبر نواكشوط و مخيمات تندوف طرفا أساسيا في معادلة أجندة الحكام الجزائريين.
و قد تعرضت تحاليل الصحافة المالية خلال الأيام الأخيرة لتبعات الحضور القوي للرباط بحفل تنصيب الرئيس المالي الجديد، و أبرزت أنه يشكل عودة قوية للمغرب الى المنطقة بعد فترة قطيعة طويلة.
وبعيدا عن الاستنتاجات المتسرعة، تضيف ذات الجريدة، يبدو استقبال الرئيس الموريتاني لمبعوث زعيم الرابوني في الظرف الراهن بمثابة تكسير ظرفي لطوق العزلة الاقليمية و الدولية لقادة الجبهة الانفصالية، بالنظر الى أن حكام الرابوني لن يصبح في إمكانهم مستقبلا، حسب تقديرات المحللين السياسيين، المراهنة على دعم الحكومة المالية لطروحاتهم الانفصالية و لن يتبقى لهم إلا موريتانيا كمنفذ للتحرك خاصة في ضوء الحصار البري المفروض على المخيمات من طرق قوات الجيش الجزائري، و التي اتخذت منذ بداية الصيف تدابير مشددة لتحرك الانفصاليين و ساكنة المخيمات خارجها..