طرحت وضعية المعلمة التاريخية الوحيدة في مدينة تارجيست، وهي دار المقيم العام الاسباني "فالينيو"، جدلا بين رابطة أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتارجيست، وفعاليات من المجتمع المدني المحلي، بخصوص جدوى هذه البناية وأهمية بقائها والعناية بها. واعتبرت رابطة أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتارجيست أن دار المقيم العسكري الاسباني بالمدينة، "بناية استعمارية آيلة للسقوط، وموجودة فوق عقار اقتناه خلال السبعينات أحد المنعشين يقطن بتطوان. واكدت الرابطة أن "هذه البناية الاستعمارية لم تكن تؤدي خدمات اجتماعية أو طبية أو تعليمية لتستحق هذا الاهتمام، بحيث كانت عبارة عن مقر لضباط بورقعة لاستصدار أوامر لاستنزاف الثروات الطبيعية للمنطقة، واستهداف وإراقة دماء الوطنيين الذين رفضوا قمع وبطش وهيمنة الاستعمار". واستنكر أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتارجيست ما سموه "إتلاف وتفويت عدد من البنايات التاريخية المجسدة لوظائف اجتماعية وعقائدية وتربوية ومعمارية، كمقر الكنيسة، ومقبرة النصارى، والمركز الاجتماعي، والملعب القديم، لأن بقاءها كان سيُنعش المنطقة اقتصاديا وسياحيا". موقف رابطة أبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتارجيست إزاء دار المقيم الاسباني، أثار غضب فعاليات شبابية ومدنية بالمنطقة، والتي لم تستسغ اعتبار تلك المعلمة التاريخية الوحيدة بالمدينة مجرد بناية استعمارية متهرئة وآيلة للسقوط. جمعية "أمازيغ صنهاجة الريف" اعتبرت البناية المذكورة جزءا من الذاكرة الوطنية، وجزءا لا يتجزء من الذاكرة المشتركة المغربية الإسبانية، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الراحل محمد الخامس رفقة ولي العهد آنذاك، الأمير مولاي الحسن، سنة 1957 لتارجيست، حيث ألقى من شرفة البناية الوسطى خطابا أمام الحشود الغفيرة من سكان قبائل صنهاجة أسراير الذين رحبوا بمقدمه.