يرتبط كل اثنين معاً سواء عن قصة حب أو عن طريق زواج تقليدي وكل منهما مفعم بالأمل في حياة كاملة خالية من الشوائب والعيوب ، يعيش فيها الاثنان كواحد صحيح ليس بينهما أي خلافات أو اختلافات . وتمر فترة قصيرة بعد الزواج فيبدأ كل طرف في وضع خطته لتغيير الطرف الآخر وفق ما يريد ويهوي ، والحق أن كلا الطرفين يقعان في خطأ فادح حين يحاول كل منهما تشكيل الطرف الآخر حسب هواه . لأن التغيير أمر صعب بل ربما يكون مستحيلاً بل هو في نظر كل الخبراء وعلماء النفس يمثل نوعاً من السذاجة فلا أحد يغير أحد ، والزوجة هي دائماً الطرف المستعد والمتحفز لتغيير الزوج وتعديل سلوكه يقول بعض المختصين : إذا أردنا أن نغير الآخرين فلا بد من أن نغير أنفسنا أولاً فالتغيير يبدأ بسيطاً في النفس ثم يبدأ بعده تغييرات كثيرة في حياة الآخرين ! وكانت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية اعتمدت على آراء لبعض الزوجات حديثات الزواج ورأيهن في عملية تغيير الأزواج أكدت نتائجها أن بعض الزوجات يصدمن بأزواج مصرين على سلوكياتهم، مدافعين عنها، وآخرين يتقبلون التغيير، ويظهر التغيير عليهم مرة واثنتين وثلاثاً، لكنهم ما يلبثوا بعد فترة أن يرتدوا إلى سلوكهم القديم. رغم أن المرأة في كل ما تفعله، تعبر عن حبها وإخلاصها، وليس من باب التحكم أو السيطرة، بدليل أنها كلما حاولت أكثر، كانت مقاومة الزوج أكبر!. تخلي عن التغيير فيما يؤكد مستشارون اجتماعيون، على هذه الدراسةبالقول: الرجل الشرقي بعامة يحتاج إلى أن تقبله زوجته، بغض النظر عن عيوبه، وأفضل أسلوب لمساعدته لكي ينمو ويتطور نحو ما تريد، هو التخلي عن محاولة تغييره بأي أسلوب! فالحب المشروط ليس حباً، بل مقايضة، وعلى كل طرف يسعى للتغيير أن يعرف أن هناك صفات قابلة للذوبان والتغيير، تتسرب تدريجياً من الشخصية وأخرى غير قابلة، لا تذوب »صخرية« تتكون شيئاً فشيئاً داخل شخصية الإنسان، وتصبح صخراً جامداً لا يلين، والزوجة الذكية هي التي تدرك الفرق. يقول أستاذ الطب النفسي: في أي علاقة إنسانية وفي الزواج أكثر، لكل طرف مآخذه على الطرف الآخر، ودائماً ما يأمل في تغييره فنجد الفتاة تقبل الزوج بعيوبه الواضحة، آملة بسذاجة الأطفال أن تغير ما به! وهي صفة موجودة في كل نساء العالم ورجاله، فالزوج يرى عيوب زوجته ويردد في نفسه: سوف أغيرها، وأعلمها الصح والخطأ.. أن تغيير الإنسان عملية شديدة التعقيد، تدخل فيها عوامل كثيرة، وتأخذ مساحة زمنية طويلة نسبياً، و يؤكد أن التغيير له شروطه، إذ كيف تتحكم الزوجة في كل العوامل التي تشارك في عملية التغيير؟ و كيف تصبر كل هذه الفترة الزمنية، من دون تصادم أو خلاف؟.. كل هذا يؤجل التغيير ويسبب العند لأحد الطرفين. لو أحس طرف من الأطراف أن الآخر يريد أن يفرض سلوكاً ما أو نظاماً ما جديداً عليه، يرفضه بوعي، وكلما زاد العمر، كانت هناك صعوبة في التغيير بالنسبة للاثنين. فهناك عادات وتكوينات ومواقف واتجاهات يمارسها بالفعل، ومرور الزمن عليها يعمل لها ترسيخاً وتثبيتاً ، أما إن قبلته على ما هو عليه أولاً، وأحبته، فيمكن أن تغيره لكن عبر الزمن، وربما بمساعدة الأسرة والأصدقاء. محاولات فاشلة اما آخرون فيقسمون محاولات التغيير إلى قسمين: واحدة تستحق بذل الجهد فيها، وقد تأتي بنتائج طيبة، وأخرى محكوم عليها بالفشل حتي قبل أن تبدأ ، والنوع الذي يصعب تغييره حسب د. عبد المحسن فهو : التدخل في الطباع الشخصية، فالطبع يغلب التطبّع، وأي محاولة لتغييره تنوء بالفشل، لأن لكل إنسان شخصية لها صفات ومواصفات تتغلغل في أعماق الإنسان وجذوره ترجع إلى تاريخ سابق في النشأة والتربية وأسلوب الحياة، وهذه الصفات لها إيجابيات وسلبيات، لهذا لا بد من قبول الشخصية بعللها بمحاسنها. ويؤكد ون أن: أن القبول يعني المشاركة الوجدانية والفكرية والاجتماعية، والتوافق في الميول والاهتمامات، يعني أن هذه العادات يمكن تغييرها كنوع من التطبيع بين الشخصيتين، والتقبل، وفي النهاية يتم الالتقاء في نقطة وسط، وكل هذا يترجم بأنه الحب الحقيقي. أما الإصرار على الرفض والنفور والعند ومحاولة التغيير من أي طرف من الأطراف، فهو نوع من أنواع الغباء الاجتماعي، وتضييع لفرصة المودة والرحمة والحب والمعاشرة الطيبة. والتغيير الذي يأتي بنتائج طيبة فهو التغيير في العادات السلوكية الظاهرية، مثل عادة الأكل، النوم، الممارسات الاجتماعية، وعادات الحديث وعادات ممارسة الهوايات، والاهتمامات وعادات تبادل العواطف والمشاعر، والمجاملات.. كل هذه العادات الظاهرية السطحية في السلوك يمكن تغييرها، وتجوز إذا كان هناك قبول من الطرفين واستعداد للتفاهم والتضحية وتقديم التنازلات بعض الشيء. خطة للتغيير وتؤكد إحدى الدراسات ان المرأة تنفق عشرة أعوام في تغيير عادات الرجل ثم تشتكي أنه ليس نفس الرجل الذي تزوجته. يقول الكاتب الشاب كريم الشاذلي إن أخطر مطلب يمكن أن تطلبه الزوجة هو أن يتغير زوجها كي يكون كما تريد.. والأخطر من ذلك هو أن تضع الخطة وتنفذ تلك الأمنية ! .إن لكل إنسان شخصية مستقلة، تكونت هذه الشخصية عبر سنوات هي حياة الواحد منا، وأنتجت تلك الشخصية سلوكيات وأفعال. هذه السلوكيات والأفعال تنبع من قيم ومعتقدات هذه الشخصية . ربما أرادت الزوجة من زوجها أن يغير سلوكا معيناً، تريده مثلا أن يكون عاطفيا و رومانسيا أكثر .. أو تريده أن يستمع إليها ويحدثها كأيام الخطوبة وبداية الزواج.. أو أن يكون أكثر التفاتا لمطالبها الزوجية وحقوقها عليه . بيد أن هذا المطلب قد يراه الزوج محاولة لهدم شخصيته والعدوان على حدود كرامته وكبريائه. خاصة وأن معظم الرجال يحملون كبرياءً ذكورياً يستحق التأمل. هذا الكبرياء يقف حائط صد أمام محاولات الزوجة الدءوبة لتغيير زوجها. ويضيف كريم في كثير من الأحيان يتحول إلى غضب ونفور وشقاق، فليس الزوج هو من تستطيعين تغييره بطريقة مباشرة. نعم قد يكون لدى زوجك صفة أو أكثر لا تعجبك، وأنت أمام هذه الصفات بين خيارين: إن كانت صفات غير مدمرة أو سيئة واستطعت التأقلم معها فهذا شيء جيد، أما إذا كان السلوك سيئا والصفة مقيتة فدورك في تغيير الزوج يحتاج إلى حنكة ومهارة ويؤكد كريم لكل زوجة ترغب في تغيير سلوك زوجها أن عليها أن تتأكد تماما من صعوبة التعايش مع هذا السلوك، ويقدم لها مجموعة من النقاط التي قد تساعدها على ذلك: * أولا : تغيير السلوك يحتاج إلى أشهر وسنوات : فدائماً ما يكون السلوك نابعاً من قيم ومعتقدات وأفكار المرء ، والشخص الذي قضى من عمره سنوات طويلة في ممارسة سلوك ما لا يتوقع منه تغيير هذا السلوك بين عشية وضحاها ، وهنا يكون للحب دور في صبرك على زوجك وتحمل طريق التغيير ، لا تيأسي من طول الطريق ، أو بطء التغيير ، فمع الإصرار والرغبة الصادقة ستفعلين الكثير والكثير * ثانيا : احذري التغيير المباشر : فالزوج يكره النصائح المباشرة ، وأسلوب اللوم ، وكل ما يمس رجولته بشيء ، فإذا ما أردت تغيير سلوك ما ، لنفترض مثلاً أن زوجك لا يصلي ، أو يدخن ، أو لا يلتفت لمطالبك العاطفية ، هنا التوجيه المباشر ( لماذا لا تصلي ، التدخين يؤذينا ويؤذيك ، أسمعني كلمة حب ) لا يقبلها الرجل كنصيحة بل يعتبرها اعتداء على رجولته من وجهة نظره ، ويكون التحايل والحوار الهادئ الناضج في الوقت الذي ترينه مناسبا لفتح هذه الملفات هو الحل ? ثالثا : الحوار الناضج : الحوار الناضج الذي يجري في جو هادئ ، وبين عقلين يحترم كل منهما الآخر ، وفي الوقت المناسب ، هو أهم ما يمكننا الاعتماد عليه في تغيير السلوك ، الحوار الذي يغلب عليه كلمات ( أنا أحب ، أنا أأمل ، أنا أتمنى ) ، وتختفي منه كلمة ( أنت ) التي تشير إلى الاتهام والتأنيب . أعيد التأكيد إنه الصبر ، والدعاء الصادق ، لا تيأسي ولا تُظهري تذمرك ، أرسلي له الرسائل من آن لآخر والتي تؤكد له أنك تحبيه رغم كل شيء ، وأن حبك له سيزيد ويزيد إذا ما غير هذا السلوك . * رابعا : استعملي سلاحك الأنثوي : بالرغم من أن الأمر شديد الوضوح ، إلا أن كثير من النساء لا يقدرن قيمة وأهمية الدلال والتغنج في سحر الزوج والتأثير عليه ، مهما كان الزوج قويا شديدا صارما بين الناس ، إلا أنه بين يدي زوجته يصبح طفلا يحتاج إلى الملاعبة والدلال . لن أزيد عليك في هذه النقطة فأنت أقدر مني في معرفة المهارات التي تسحر زوجك وتأسره ، فقط أنوه إلى أن الزوجة التي تطلب من الزوج فعل / أو عدم فعل ، شيء ما وتخبره بشكل غير مباشر في أن فعل هذا الأمر يزيد من قوته ورجولته في نظرها ، ستكون قد قطعت شوطا كبيرا في سبيل نيل مطلبها . لكي ينمو ويتطور وأخيراً يضع الدكتور جون جراي - الطبيب النفسي الشهير - بين يديك أفضل الأساليب لمساعدة الرجل لكي ينمو، بشرط أن تتذكر المرأة عدة نقاط: 1 لا تطرحي عليه أسئلة كثيرة عندما يكون متضايقاً، حتى لا يشعر بأنك تحاولين تغييره. 2 لا تحاولي تحسين الزوج بأي أسلوب، لأنه يحتاج أولاً إلى الحب والتدعيم، وليس الرفض لكي يتغير. 3 لا تقدمي النصح من دون طلب، خوفاً من أن يشعر بأنه غير موثوق به أو مرفوض. 4 إذا أصر الزوج على الرفض، وأصبح عنيداً، فهذا يعني أنه لا يشعر بأنه محبوب، بل إنه خائف من الاعتراف بأخطائه. 5 لا تنتظرن تضحياته مقابل تضحياتك، فإنه سيشعر بأنه تحت ضغط التغيير. 6 تذكري أنه من الممكن أن تبوحي بمشاعر سلبية من دون أن تحاولي تغييره، فقط انطقي بها! 7 لا تتخذي عنه قراراته، حتي لا يشعر بأنك تنصحينه، وأنك غير راضية أو مسلمة بأسلوب تفكيره. 8 تجاهلي ضيقه، إلا إذا أراد أن يتحدث عن ذلك، هنا اظهري شيئاً من الاهتمام المبدئي، كدعوة للحديث والإدلاء برأيك. 9 شاركيه مشاعره بصدق، لكن من دون مطالبته بأن يتغير. 10 تمرني على الصبر، وثقي أنه سيعلم بنفسه ما يحتاج لأن يتعلمه، وانتظري حتى يطلب نصيحتك. 11 تمرني على أن تظهري له بأنه لا يلزم أن يكون كاملاً ليستحق حبك.. تمرني على الصفح. 12 قومي بأشياء من أجل نفسك، ولا تعتمدي عليه ليجعلك سعيدة. 13 اشركيه في مشاعر الفرح والحزن من دون أن تجبريه علي أن يفعل ما تطلبينه ، بل دعيه يأخذ مشاعرك بعين الاعتبار. 14 استرخي وتنازلي، وتمرني علي تقبل العيوب، واجعلي مشاعره أهم من الكمال، ولا توبخيه أو تصححيه.