سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائر مصدر أساسي لحبوب "القرقوبي" مصحات وعيادات تستقبل ضحايا إدمان بعد أن وجدوا أنفسهم عالات على مجتمع استعر منهم‼ السلطات الأمنية تقف بالمرصاد لمهربي الأقراص المهلوسة و تحجز مئات الآلاف منها ..‼
كثرت أنواع المخدرات وأشكالها في عصرنا الحاضر، حتى أصبح من الصعب حصرها، ووجه الخلاف في تصنيف كل تلك الأنواع ينبع من اختلاف زاوية النظر إليها، فبعضها تصنف على أساس تأثيرها، وبعضها يصنف على أساس طرق إنتاجها، ولا يوجد حتى الآن اتفاق دولي موحد حول هذا التصنيف. الشوارع تعج بالمدمنين ليلا والمؤسسات السجنية لم تسلم من تسريب الحشيش حجز حوالي 250 ألف قرص مخدر و أطنان من المخدرات الأخرى بوجدة في خلال العشر سنوات الأخيرة. شوارعنا تعج بالمدنين ويرتبط موضوع الإدمان على المخدرات بموضوع تفكك الأسرة المغربية ووثيرة السقوط المتصاعد لشبابنا في براثن الإدمان مع ما تفرزه الظاهرة من إهدار للطاقات الشابة وتخريب لعقولها وصحتها كما تفسره توضيحات المختصين النفسانين والتي تبين حجم المأساة التي تتربص بمجتمع في عمق وجذور منظومته الأسرة المهددة بعصابات وشبكات لا يهمها إلا الربح السريع بغض النظر عن العواقب الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها تجارة السموم المغلفة في علب لا يجدر بنا أن نغلق نظرتنا ضمن هذه الزاوية المغلقة.. فشوارعنا تعج بالمئات إن لم نقل الآلاف من الأطفال والقاصرين المشردين الذين لا يسلمون بدورهم من هذه الآفة.. فقد أصبح في حكم الطبيعي والعادي أن نصادف في طريقنا مشردا يغطي خياشيم انفه بقطعة ثوب قذرة منقوعة بالسيليسيون، أو الديليون التي لا يقل مفعولها ضررا وتخديرا.. إنه بدوره مجتمع هامشي مصغر لكل أشكال الإدمان والاستغلال الجنسي والإجرام.. إنه مدرسة غير نظامية لتربية المجرمين والمجانين وذوي العاهات.. إن نظرتنا لهؤلاء ولغيرهم من المدمنين يجب أن تتغير، لأنهم في حقيقة الأمر مرضى يتعين معالجتهم وليسوا منحرفين ننظر لهم بمنظار الإجرام والتنكر والدفع بهم إلى هامش أضحى يتسع ويتفاقم بوتيرة لا يمكن لأحد أن يتكهن بحجم ما يختزله هذا الإهمال من عواقب على مجتمع يتطور في اتجاه تنمحي به القيم والخلاق لتحل مكانها الأنانية وشعور الرعب والخوف المركب... المؤسسات السجنية لم تسلم بدورها من تسريب واستهلاك نفس السموم، وقد ضبطت نساء وبحوزتهن لآلاف الأقراص المخدرة كن ينوين إدخالها إلى إصلاحية وجدة لولا يقظة موظفي وإدارة المؤسسة المذكورة.. مصحات وعيادات تستقبل ضحايا إدمان جدد: تحفل سجلات العيادات الطبية التي زرناها خلال إنجاز هذا الملف والمختصة في علاج الإدمان بالعديد من حالات الإدمان المأساوية والتي تسبب في تفكيك أسر آمنة وتخريب عقول شباب يافعين، منهم من كان قدوة في الأخلاق الطيبية والتفوق الدراسي قبل أن يلاحقهم شبح مروجي الأقراص الطبية المهلوسة ويتحولوا إلى مدمنين همهم الوحيد في الحياة هو تحصيل جرع مخدر تتزايد يوميا.. لقد أصبحوا مستعبدين فيزيولوجيا ونفسيا من طرف سم قاتل يخرب معالم الحياة والأمل والطموح في أجسادهم الغضة.. ويؤكد الأطباء النفسانيون أن الأمر يتطور أحيانا إلى الاستغلال الجنسي للقاصرين والقاصرات نظير تسليمهم جرع الريفوتريل أو الشيرة التي يلحون في طلبها ويعتبر أن قاعات الألعاب وبعض المقاهي المنظمة لحفلات الشباب المختلطة تظل الأوكار الرئيسية لترويج المخدرات والأقراص وتخريج مدمنين جدد سرعان ما يشكلون طرفا لا إراديا في شبكة متشبعة يستقطب بدوره ضحايا جدد مستهدفين بعناية في أوساط اليافعين واليافعات.. حجز مئات الآلاف من الأقراص المهلوسة والأطنان من المخدرات مصالح ولاية أمن وجدة وخلال 3 سنوات مضت حجزت أزيد من 250 ألف قرص طبي مخدر نوع ريفوتريل والذي دخل المغرب عن طريق التهريب تباعا من الجزائر، ودركيو بني درار بدورهم ساهموا بقسط وافر في محاربة القرقوبي إلى جانب مصالح الأمن و الجمارك و القوات المساعدة.. وببركان وخلال يوم واحد من سنة 2005 حجزت المصالح الجمركية والمن والجمارك خلال محاولة لشحن الكليمنتين 17 طنا دفعة واحدة من المخدرات .. و في سنة 2006 ضبطت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة مجموعة أشخاص متلبسين بتهريب وحيازة مختلف المخدرات حيث قبضت على 4 جزائريين دخلوا المغرب خلسة وبحوزتهم 1240 قرصا طبيا مخدرا ومبالغ مالية من عملات مختلفة (18 ألف دينار جزائري وحوالي 25 ألف درهم مغربي) كما ضبطت شخصا آخر من وجدة يحوز 15 كلغ من المخدرات المختلفة كان ينوي ترويجها بالمدينة..و خلال سنتي 2013 و 2014 حجزت مصالح أمن ولاية وجدة أزيد من 3000 من أقراص الهلوسة بشتى أنواعها كما تمكنت من تفكيك عشرات الشبكات المتخصصة في التهريب الدولي للمخدرات.. وقد أحالت المصالح المنية أصحابها .. وقد تم تفكيك مئات الشبكات الدولية والمحلية المختصة في تهريب وترويج المخدرات بوجدة والجهة الشرقية، وتم توقيف وتقديم على العدالة أزيد من 1500 شخصا متورطا في قضايا المخدرات خلال ثلاث سنوات مضت.. الدكتور إدريس بوشنتوف صيدلي له رأيه تأثير المخدرات – العلاج والمكافحة: تؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إدا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل "الميت أو الكراك" إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية. وبالنسبة للعلاج والمكافحة، أثبتت التجربة العلمية أن المعالجة المنية وحدها لقضية المخدرات غير مجدية، ذلك أن تاريخ المخدرات يوضح أن تعاطيها هو تجربة بشرية قديمة ويرتبط في كثير من الأحيان بثقافة الناس والمجتمعات والعادات والتقاليد. وكما أن تعاطي المخدرات وإنتاجها وتسويقها منظومة أو شبكة من العلاقات والظروف فإن العلاج يبدأ بتخفيف الطلب على المخدرات بالتوعية ومعالجة أسباب الإدمان الاقتصادية والاجتماعية، ففي بعض المناطق والأقاليم تعتمد حياة الناس على المخدرات ويستحيل القضاء على إنتاجها إلا بإقامة مشاريع تنموية و اقتصادية بديلة. ومما يستدرج الشباب إلى الإدمان التفكك الأسري وفشلهم في التعليم والفقر والبطالة والبيئة المحيطة من الأصدقاء والحي والمدارس والجامعات، ويستخدم مروج المخدرات غطاء اقتصاديا شرعيا وأنشطة اجتماعية وسياسية تحميهم من الملاحقة، فيحتاج العلاج إلى إدارة و إرادة سياسية وأمنية واعية للأبعاد المتعددة للمشكلة وقادرة على حماية المجتمع من تسلل عصابات المخدرات إلى مراكز النفوذ والتأثير والحيلولة بينهما وبين محاولاتها لتبيض أموال المخدرات.