ما يخطط قبل انعقاد الجمع العام لفريق الوداد ما هو إلا أعمال لا تشبه وتتناسق مع صورة هذا الفريق العريق التاريخي، من المؤسف أن تجر مجموعة الأفراد تيارها من جهة ومجموعة أخرى التيار لفائدتها ،فريق الوداد بكل مكوناته ومنظومته يسير إلى أتون وضع يهدد وحدته وتماسكه ،من المثير للشك أن بعض وسائل الإعلام تسابقت على ترشيح بعض الأسماء قبل أن تقدم ترشيحها بالطريقة القانونية ،ومن الغريب في الأمر أن يقدم المكتب المسير الحالي على التعاقد مع المدرب طوشاك بمبلغ مالي كبير دون إشعار الاستغناء عن المدرب الحالي : الشريف ،ويعتبر هذا إجراء خطأ لأنه يأتي قبل الجمع العام ببضعة أيام فقط وربما قد لا يصادق عليه المكتب المسير القادم ، وهنا نذكر أن جامعة كرة القدم لم تتعاقد مع أي مدرب وطني تاركة الأمر للجامعة الجديدة وهذا هو القرار الصائب والقانوني، فمن قصر النظر أن يتربص بعض المرشحين أو المتضاربين لكل شاردة أو واردة في اختيارات لا تعبّر إلا عن أفكار ونوايا أصحابها ،ليحولوها إلى مصلحة تخدمهم ولا تخدم الفريق ،ولا يوجد إدراك بالمستوى الحقيقي لوضع الفريق ، الذي عاش موسما رياضيا جد متوتر : بعض جمعيات الأنصار أضربت عن حضور المباريات ،جانب كبير من الجمهور قاطع هو الآخر متابعة الفريق سواء محليا أو خارج الدارالبيضاء،،الجامعة زادت الثقل على مشاكل الفريق بفرض غرامة مالية ،ثم لا ننسى قضية الهجوم والاعتداء الذي قام مسلحون على لاعبي الفريق في ملعب التداريب ،ثم أخيرا الدعوى القضائية المرفوعة من طرف أحد المرشحين ضد قرار منعه من الترشيح. من مصائب الوداد أن وجود فئة تعمل بنظرية " الفساد الإصلاحي " والأدهى أنها تدّعي غيرتها على الفريق وتدّعي تطوعها لتسيير الفريق لإصلاحه ،وهذه الفئة تعمل وفقا لنظريات تجمع بين السياسي والمالي ،هكذا تتفرق الأهداف بين من يريد الوداد للوصول إلى السلطة ومن يستعمل الوداد كملعب سياسي ، كما هناك من يريد استعمال الوداد لتنمية معارفه وتقوية الدعم لأعماله التجارية الحرة . نقول من الخطأ تحويل الصراعات والتسابق على تسيير الوداد بمنطق يفتقد أو يقصي تماما سلطة القانون ، فلكل واحد من المنخرطين تتوفر فيه شروط القانون الداخلي للفريق كل الحق بأن يتقدم بطلب الترشيح لرئاسة الفريق ، ومن حق الجميع من المنخرطين وأنصار الفريق الحضور للجمع لعام ، وإنه لخطأ تاريخي عدم اللجوء للجمع العام كنظام قانوني يقرر ويختار ويحدد الحياة العامة للوداد في إطار قانون الجمعيات ، الجمع العام هو السلطة التي تصادق أو ترفض التقرير المالي والتقرير العام السنوي للفريق ، الجمع العام هو الذي يفرض المنافسة الشريفة بين المرشحين ويدرس برامج وأهداف كل واحد لاختيار ما يناسب طموحات الفريق و جماهيره ،الوداد فريق كبير مغربيا وعربيا وإفريقيا يجب أن يكون في مستوى الحدث والتاريخ الديموقراطي الجديد ،يجب أن يحترم ويلتزم بما جاءت به الرسالة الملكية في المناظرة الوطنية سنة 2008 بتطبيق مبادئ الديموقراطية . المفروض أن يبقى الوداد مرفوع الرأس ويقف صامدا أمام كل من يحمل مخطط تمزيق وتشتيت كيان الوداد ،وأكبر واقع ملموس لما نقول هو الاتحاد البيضاوي ،الذي من القمة نزل إلى قاع البئر، والمفروض أيضا أن يبقى الوداد والرجاء قوة واحدة في الجسم الرياضي المغربي، وعلى الأقل لو يحترم هؤلاء ما أنجزه الوداد طيلة 77 سنة ، وعلى الأقل ليحافظوا على ما وجدوه من مكتسبات ، رحم الله عبدالرزاق مكوار.