وصف السيد عباس الفاسي الوزير الأول زيارته الرسمية لفيتنام من24 الى26 نونبر الجاري والمباحثات التي أجراها مع كبار المسؤولين في هذا البلد بالهامة بالنسبة للبلدين، وقال إن آفاقا رحبة تتطلع إليها هذه العلاقات المدعوة لمزيد من التطور في عدد من المجالات. وأضاف الوزير الأول في تصريح صحافي في ختام هذه الزيارة أن مباحثاته مع رئيس الوزراء الفيتنامي السيد نغويان تان دونغ كانت بناءة ومثمرة حيث تم التطرق للعديد من المواضيع الثنائية والقضايا الجهوية والدولية، وبالخصوص موضوع الوحدة الترابية للمملكة. وقال السيد الفاسي إن الوزير الأول الفيتنامي سجل بإيجابية المعطيات التي استعرضتها بخصوص مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء, وأن هناك الآن ميل لقبول وتشجيع الحل المتمثل في إحداث جهوية موسعة وحكم ذاتي في منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب. وأضاف أن الوزير الأول الفيتنامي يود ويرغب باسم الحكومة والشعب الفيتناميين في أن تقوم العلاقات الثنائية بين البلدين وتتطور في مختلف المجالات. وبخصوص مباحثاته مع الكاتب العام للحزب الشيوعي الفيتنامي السيد نونغ ديرس مانه قال الوزير الأول إنه نوه بكفاح الشعب المغربي من أجل الاستقلال وبما يقوم به المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتمثيلية المرأة في البرلمان والتطور في مجال حقوق الإنسان. وقال الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي إن بلاده مستعدة لتبادل تجاربها مع المغرب وتأمل في الرفع من مستوى الصداقة والتعاون بين البلدين تماشيا مع امكانياتهما. وخلال هذا اللقاء نوه السيد الفاسي بالكفاح التاريخي للشعب الفيتنامي والنجاحات الراهنة على المستوى الاقتصادي الذي يحققها هذا البلد حيث أصبح ثالث بلد آسيوي يحقق معدلات نمو عالية تفوق8 في المائة سنويا بعد كل من الصين والهند. كما شدد الوزير الأول على الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز علاقات الصداقة والتضامن والتعاون متعدد المجالات مع فيتنام لما فيه المصلحة المتبادلة للبلدين. وأضاف السيد عباس الفاسي أنه خلال مباحثاته مع رئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية (البرلمان) السيد تغويان بهو تخونغ تم تناول قضايا العلاقات الثنائية, وإمكانيات التعاون بين البلدين في المجال البرلماني. وقد أعرب رئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية عن أمله في أن تساهم هذه الزيارة التي تعد الأولى لوزير أول مغربي لفيتنام في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين وعلى الخصوص بين البرلمانين، مشيرا الى أن البلدين لديهما الكثير من نقط التشابه إذ كلاهما من البلدان النامية وعضوان في منظمة البلدان الناطقة بالفرنسية وعضوان في حركة عدم الانحياز. وعلاوة على مباحثاته السياسية في العاصمة الفيتنامية شارك الوزير الأول يومي الثلاثاء بهانوي والأربعاء بمدينة هو شي منه في اجتماعي رجال الأعمال المغاربة والفيتناميين المنظم من طرف السفارة المغربية بهانوي والذي تمت خلاله مناقشة فرص تحفيز الاستثمارات وإقامة شراكات بين الطرفين. وألقى السيد الفاسي كلمة أمام رجال الأعمال دعاهم فيها ليكونوا أكثر إبداعا بكيفية تعطي التحفيز المطلوب للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، كما أكد على ضرورة إحداث مجلس مشترك للأعمال يشكل منتدى ملائما للقاءات بما من شأنه أن يمكن من بلورة مشاريع الاستثمار والشراكات القطاعية. وتعد هذه أول زيارة رسمية يقوم بها وزير أول مغربي لفيتنام علما بأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود لسنة1961 ، على مستوى سفراء غير مقيمين وعرفت هذه العلاقات تطورا أكبر بعد فتح سفارتي البلدين بالرباط في يوليوز2005 وبهانوي في غشت2006 . وكان رئيس الوزراء الفيتنامي السابق السيد وفف وفى بهام فان كاي قد زار المغرب في نوفمبر2004 وهي الزيارة التي أسفرت عن إطلاق حوار سياسي منتظم بين البلدين والدفع بالمبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي. وفي غشت2006 ترأس السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون بهانوي رفقة السيد فو دزونغ نائب وزير الشؤون الخارجية الفيتنامي الاجتماع الأول للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجيتي البلدين، وذلك طبقا للاتفاق الموقع بين الوزارتين في نونبر2004 . وقد ضم الوفد المرافق للوزير الأول في زيارته لفيتنام بالخصوص السادة عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية وجعفر حكيم لعلج مدير مديرية آسيا وأوقيانوسيا بوزارة الخارجية والحسين الفرداني سفير جلالة الملك بهانوي وفؤاد الزعيم المستشار الدبلوماسي للوزير الأول وعدد من رجال الأعمال يمثلون قطاعات إنتاجية مختلفة.