أجرى السيد عباس الفاسي الوزير الأول بعد زوال أمس الإثنين بهانوي مباحثات مع السيدين نونغ ديرس مانه الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي وتغويان بهو تخونغ رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) تناولت علاقات التعاون بين البلدين. وتم خلال هذين اللقاءين استعراض التطور الحاصل في علاقات البلدين التي ترجع لعام1961 تاريخ إقامة علاقات ديبلوماسية بينهما، وعرفت منذ2005 تطورا مطردا بعد فتح البلدين لسفارتيهما في كل من الرباط وهانوي، وتم التأكيد على أهمية تطوير هذه العلاقات وتعزيزها في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية والتجارية والسياسية. وخلال اللقاءين تم التأكيد على ضرورة تكثيف اللقاءات والمشاورات، واستكشاف آفاق وفرص أخرى للتعاون سواء بين المؤسستين البرلمانيتين أو المؤسسات السياسية في كلا البلدين. واستعرض السيد الفاسي التطورات التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات الإقتصادية والاجتماعية والأوراش الكبرى المفتوحة, كما تطرق الى التطورات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية بعد تقديم مقترح الحكم الذاتي الذي لقي ترحيبا دوليا واسعا باعتباره مقترحا عمليا وواقعيا لحل هذا النزاع المفتعل. وأبرز الأهمية البالغة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية لتطوير علاقات التعاون مع فيتنام, والتي ستعرف زخما جديدا خصوصا في المجالين التجاري والاقتصادي بعد توقيع المكتب الشريف للفوسفاط وشركة الأسمدة والكيماويات الفيتنامية في مايو الماضي على اتفاقية إنجاز مركب كيماوي في المغرب يوجه إنتاجه للسوق الفيتنامي باستثمار يصل إلى600 مليون دولار وهو أكبر استثمار فيتنامي في الخارج. كما أكد السيدان عباس الفاسي الوزير الأول ونظيره الفيتنامي نغويان تان دونغ على إرادة البلدين الكبيرة في تطوير علاقات التعاون في مختلف المجالات وعزمهما على دفع التعاون الثنائي خصوصا في المجالين الاقتصادي والتجاري. وأعرب السيد الفاسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيتنامي أمس الإثنين في هانوي عن سروره بزيارته لفيتنام ، وقال إنها فرصة لنا للإشادة ببطولة وتضحيات الشعب الفيتنامي وقيادته من أجل نيل الحرية والاستقلال ، واستحضار القواسم المشتركة بين البلدين التي تحفز مسيرة تعاونهما المشترك والتي تتمثل تاريخيا في نضالهما من أجل الحرية والاستقلال ثم عملهما الدؤوب من أجل إنجاح تنميتهما وتطورهما الاقتصادي والاجتماعي. وأشاد السيد عباس الفاسي بالتطور الذي تعرفه فيتنام والذي تعكسه معدلات النمو العالية التي تحققها كل سنة وبلغت 5 ر8 في المائة سنة 2007 و 2 ر8 في المائة سنة 2006 .كما نوه بالإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها. ونوه بالعلاقات الممتازة التي تجمع بين البلدين وحرص جلالة الملك محمد السادس على الرقي بها الى مستوى مؤهلات البلدين وتطلعات الشعبين المغربي والفيتنامي معربا عن ثقته في مستقبل هذه العلاقات. ومن جهته أعرب السيد دونغ عن ارتياحه للتطور الإيجابي الذي تعرفه علاقات البلدين ، وقال إن مزيدا من الجهود سيتم بذلها ولقد اتفقنا على التركيز على المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحة كما تطرقنا إلى المشاريع الملموسة لتطوير العلاقات بين بلدينا. وأضاف الوزير الأول الفيتنامي ان مباحثاته مع السيد عباس الفاسي كانت مثمرة وبناءة ، وستساهم اتفاقية تجنب الإزدواج الضريبي التي تم التوقيع عليها اليوم في تطوير المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي والاستثمارات مشيرا إلى أن اتفاقية أخرى سيتم توقيعها قريبا وتهم تطوير وتشجيع الاستثمارات بين البلدين . وكان السيد عباس الفاسي الوزير الأول قد أجرى يوم الإثنين في هانوي مباحثات مع نظيره الفيتنامي السيد نغويان تان دونغ تناولت علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وسبل تطويرها. وجرت هذه المباحثات في مقر الحكومة الفيتنامية في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها السيد الفاسي لفيتنام التي تعد أول زيارة لوزير أول مغربي لهذا البلد الآسيوي ، و حضر المباحثات بالخصوص السادة عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية وجعفر حكيم لعلج السفير مدير مديرية آسيا وأوقيانوسيا بوزارة الخارجية والحسين الفرداني سفير المغرب بهانوي وفؤاد الزعيم المستشار الدبلوماسي للوزير الأول. وتناولت المباحثات علاقات التعاون بين البلدين خصوصا على الصعيد الاقتصادي والتجاري إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونوه الطرفان خلال اللقاء بالتطور الذي تعرفه علاقات البلدين اللذين أقاما علاقات ديبلوماسية منذ سنة1961 ، كما سجلا بارتياح النمو المتواصل في مبادلاتهما التجارية والذي يعرف تطورا متزايدا حيث بلغت صادرات فيتنام للمغرب خلال عام2007 زيادة نسبتها 110 في المائة لتسجل 46 مليون دولار، داعين رجال الاعمال في كلا البلدين لاستكشاف فرص أكبر لتطوير المبادلات التجارية والاستثمارات وإقامة شراكات مربحة تعود بالنفع على البلدين. وعقد السيدان الفاسي ودونغ إثر ذلك جلسة عمل موسعة انضم إليها رجال الأعمال في كلا البلدين وتم خلالها دراسة وبحث إمكانيات تطوير العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي وبحث إقامة مشاريع اقتصادية واستثمارات مشتركة. وبعد جلسة العمل ترأس السيدان الفاسي ودونغ مراسم التوقيع على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين البلدين والتي وقعها السيدان عبد اللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية وفو فان نينه وزير المالية الفيتنامي. ومن المقرر أن يشارك الوزيز الأول اليوم الثلاثاء في أشغال مجلس الأعمال الفيتنامي المغربي بمقر غرفة التجارة والصناعة بهانوي.