نهاية الأسبوع لم تكن عادية ،كانت مشحونة بالاهتمام بين نهاية كأس أوروبا والمباراة التدريبية لمنتخبنا الوطني ،ثم مباريات البطولة التي كانت فيها مشاعر لها علاقة مع الوهم ، الخوف، و الأعصاب وانعدام الثقة، ليس على ريال مدريد والأتليتي طالما أنه اجتمعت كل هذه الأحاسيس حول منتخبنا الوطني لدا فغير منطقي أن نقارن بين هذا وذاك، لذلك دعنا .نتحدث عن ما عاشته الساحة الوطنية ،حول مصير تطوان ،الرجاء جمعية سلا ، المغرب الفاسيخريبكة،،ومصير مباريات غلب عليها النسيان وعدم الاهتمام ،آيت ملول،المحمدية،سطات،أزمور،وغيرها فلا يمكن أن نشعر بالراحة وسط زوبعة كرة القدم ،التي تزدهر فيها التجارة المتسترة ،و المناورة بالتطبيل والرقص من طرف بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية كما أن القراءة السياسية تشارك بدورها المتلبس وتحمل الأقنعة ببراءة الأطفال في هذا الميدان الشعبي الوطني ، ميدان الرياضة التي تتشبث بذاكرة هويتنا الوطنية بحب وانتماء، لكن كما يقال لكل شيء نهاية . فحدود هذه النهاية تأتي من التناقضات والوضع العام ،ولا يمكن وضعها في نقس المرتبة مع أفراح كرة القدم وافتخار المجتمع وهذا هو الخلط بين وضعين مختلفين ،فهذه الممارسة نجدها من مميزات سياسات التمويه والغموض ،باستغلال الحماس الإعلامي والجماهيري لكي نرفعه كشعار نجاح رياضتنا المتزعمة بكرة القدم مدّعين أنها منتوج أو صناعة وطنية ناجحة رغم أنها مصابة بعدة أمراض اجتماعية منها الفساد المالي والإداري والفقر والبطالة والارتجال السياسي الحكومي. من حقنا كجمهور أن نتابع هذه المباريات ربما نجد فيها فرصة لنسيان تصرفات هؤلاء السياسيين والمسؤولين الرياضيين ،يمكن أن تنسينا معانات البطالة لأن يوم الأحد عطلة ، ربما تنسينا الأزمة الاقتصادية وغلاء العيش ( الخبز والغاز ودانون وقريبا الكهرباء والماء) فالمنافسة الشاقة لدى الكثير من الفرق الفقيرة نذكر منها الخميسات، تطوان ،تمارة، الدشيرة، آيت ملول، السطات، بوكراع ، الساقية الحمراء هلال الناضور،،،قد تبعدنا عن هذه الهموم وهذا هو المهم . من حقنا كجمهور أن نحيي روح التضحية والمجهود الذي قام به الرجاء ولم ينل هدفه ،ولا يمكن أن نلوم الوداد لأن مشاكل كثيرة غلبت على حماس ونشاط الفريق ،كما يمكن أيضا أن نتأسف على فريق مدينة سلا التي أصبحت من المدن الكبرى ساكنة قد نقول أن منطق الكرة لم يرحم هذا الفريق الممتاز بلاعبين لهم مهارات جيدة ، لكن ليس المنطق وحده قرر مصيره بل خطة الجامعة ساهمت أيضا حيث ارتأت عدم نزول فريقين معا من مدينة فاس إلى القسم الثاني: المغرب الفاسي – الوداد الفاسي نظرا لأن المدينة كبيرة ولها مركب رياضي مرشح لاحتضان بعض مباريات كأس إفريقيا، وهكذا أسندت المهمة للحكم الذي أعلن ضربة جزاء هدية فضحتها كاميرا التلفزة . أليس من حقنا كجمهور أن نتابع كرة القدم النظيفة المشوقة المثيرة والممتعة بالفرجة، كرة القدم بلا احتيال ونصب ، بلا سمسرة ومضاربات ،وبلا ملتمسات الدعم والتزكية . أليس من حقنا كجمهور أن نمارس ونعيش ديمقراطيتنا بلا سياستهم الرياضية ؟