بغض النظر عما صرح به السيد كريم التازي مساء السبت الماضي في شأن تقييمه لأداء حكومة الأستاذ عبد الالاه بنكيران، وبغض النظر عن الطريقة التي قد يغلب عليها بعض العنف التي قال بها ذلك، وبغض النظر عن اتفاقنا على ما جاء به هذا التصريح، فإنه يبقى من حق الرجل أن يعبر عن رأيه، ومن جوهر حقوقه أن ينتقد أداء الحكومة، ومدى تقيد حزب العدالة والتنمية بالتزاماته التي تعاقد بها مع المغاربة. لم يكن مقبولا بالمرة أن يسارع أعضاء الحزب الحاكم إلى شن هجوم الكتروني على الرجل طال عرضه وذمته، وسبحان مبدل الأحوال فهذا هو الرجل الذي كان بالأمس نزيها، مستقيما لأنه كان مساندا عنيدا لحزب العدالة والتنمية، ومدافعا مخلصا لمسار التجربة الحكومية الحالية، والآن تحول التقييم وأصبح الرجل غير الرجل الذي كان بالأمس. لا يمكن أن يكون هذا الوضع الشاذ مقبولا، إما أن تكون معي، تساندني، تأتمر بأوامري، وإما أنت رجل فاسد أو امرأة فاسدة، وإن كنت متهما بالأمس القريب بالفساد وأصبحت اليوم حليفا، فإنك لم تعد كما كنت بالأمس. إن الأمر يتعلق بأشخاص يفرضون حقيقة أن الباطل لا يأتيهم من بين أيديهم ولا من خلفهم، هم محصنون، ولا يجوز شرعا ربما انتقادهم، والخطير أن الأمر قد يكون يتعلق بمرحلة أو محطة، إذ قد يتم الانتقال إلى مرحلة تكفير المخالفين.