السيد رئيس الحكومة في خطاب موجه لشباب حزبه بمدينة الجديدة اعتبر من يعارضه إنما فقط هو مضيعة للوقت، وأنه فقط " جا يعاون "، وفي مناسبات أخرى كان نفس رئيس الحكومة يقول بأنه جاء ليحارب الفساد والمفسدين والتحكم، علينا أن نتحلى بكثير من البلادة لكي نستمع لكلام تافه مثل ما ينطق به رئيس حكومة دستور 2011، والذي أعطا له اختصاصات واسعة لم تتوفر لكل من سبقه في نفس المنصب. تصريح رئيس الحكومة يعني موت دستور 2011، وأن كل الرهانات التي كانت حوله تم تجاوزها، وأننا كنا سذج عندما صدقنا وعود بنكيران وحزبه، و عندما رفع شعارات رفع الأجور والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، لكن كما يقول المغاربة كانت الجنازة كبيرة والميت فأر كما يقال، لكن رغم ذلك فإن نفس رئيس الحكومة المهووس بالانتخابات وفي نفس اللقاء، لم يخجل وهو يعد مريديه بأنهم سيفوزون مجددا في الانتخابات المقبلة، السؤال الذي يفرض نفسه، هو لماذا سيفوز حزب بنكيران بالانتخابات ؟ وهو الحزب الذي جاء فقط " باش إعاون /لكي يساعد "، هل يتم تنظيم الانتخابات فقط لإختيار مساعدين؟؟ خطاب بنكيران لم يكن موجها لشباب حزبه، بل كان خطابا يعبر عن الإحباط نتيجة نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة في كل من مولاي يعقوب وسيدي إفني، إنها لحظات اليأس والإحساس بالفشل، فعوض الإعتراف بالهزيمة كما يفعل السياسيون المتشبعون بالثقافة الديمقراطية، فضل كعادته الهروب إلى الأمام وإتهام أذناب السلطة - التي يقودها - بإفساد الانتخابات، فالإنتخابات النزيهة الوحيدة في الكون، هي تلك التي تعلن فوزهم. السيد بنكيران والذي يعكس ثقافة اللامسؤولية في الحياة السياسية الوطنية، عوض أن يباشر مهامه الدستورية في القضايا التي تنعكس على التطور الديمقراطي للبلاد وعلى المعيش اليومي للمواطنين، فضل استعمال سلطاته الدستورية في التعيينات في مواقع المسؤولية، و توظيف مؤسسات الدولة لخدمة الحزب ، والبكاء المستمر عند كل استحقاف انتخابي يقول فيه المواطنون كلمتهم بكل حرية، الوزراء في الدول الديمقراطية غير مسموح لهم بتوجيه التهم ، فالحكومة عليها ترتيب الجزاءات وفق ما يقتضيه القانون، فنزاهة الانتخابات من مسؤولية الحكومة وليس من مسؤولية طرف آخر. على كل حال فبنكيران جاء فقط لكي يساعد، لا أدري من؟