يصر بنكيران على ترديد عبارة : الربيع العربي "مازال كيتسارا". وهي كلمة حق أريد بها باطل، فالربيع العربي فعلا "مازال كيتسارا" لكن ليس خدمة لأجندة بنكيران وتأويلاته البئيسة. فأول مرة أطلق بنكيران هذه العبارة كان في اجتماع مع فريقه النيابي. كان بنكيران حينها يشعر بصعوبة تدبير الشأن العام وأنه في ورطة لا مخرج منها، وبالتالي أطلق هذه العيارات حتى يخيف خصومه أولا ثم يخيف البلد بمن فيه ثانيا. وعلى عادة بنكيران فهو يمن علينا كل شيء؛ يمن علينا مشاركة حركة التوحيد والإصلاح في العملية السياسية، ويمن علينا أنه ساهم في استقرار البلد. ويقول مرارا إنه لم يشارك في الحراك الشعبي لأنه لم يرد أن يغامر بالملكية. فلنفترض أن حزب العدالة والتنمية قام بنقيض ما قام به، فكيف نتصور أن يكون الوضع؟ لن يتغير الوضع لأن بنكيران ومن معه لعبوا على كل الحبال وعلى كل الواجهات، وانتظروا "الجهة الرابحة" كي يعلنوا أنفسهم معها. الربيع العربي "مازال كيتسارا"، ولن يدخل إلى بيته إلا بعد أن يحقق أهدافه. وقد عبرت المؤسسة الملكية عن سرعة الاستجابة للمطالب الشعبية وشاركت المغاربة التحولات الكبرى، وجاء خطاب التاسع من مارس ليضع نقطة فاصلة بين مرحلتين، وتم لأول مرة في تاريخ المغرب إنجاز دستور ثوري، يقر انتخابات تنبثق عنها حكومة مسؤولة، وفعلا تم تعيين رئيس الحكومة من الحزب الفائز بالرتبة الأولى. الربيع العربي "مازال كيتسارا"، ليطيح بمن وعد الشعب وعودا فردوسية وتخلى عنها بمجرد انتخابه. الربيع العربي اليوم موجه نحو بنكيران قصد إسقاطه إذا لم يغير من سلوكه ونهجه في تسيير الشأن العام. فالشعب يخرج اليوم في كل مكان وقد غير من مطالبه. لم تعد المطالب سياسية ولكنها اجتماعية بالدرجة الأولى. يخرج المغاربة اليوم ضد توجهات الحكومة التي لا تخدم الفئات الشعبية. يخرج العاطلون ضحايا المحضر الذين تنكر لهم بنكيران، والذين كان بنكيران يعدهم خيرا إذا وصل إلى الحكومة. ويخرج اليوم العديد من الفئات الاجتماعية المتضررة من سياسة بنكيران، وعلى رأسهم الموظفون الذين يشعرون بالغبن، والذين لم تتمكن الحكومة من تسوية أوضاعهم المالية. ويخرج آخرون لأن الحزب الأغلبي خذلهم خذلانا كبيرا وأنه وزع الوعود الكبيرة ووعد بالجنة فوق الأرض فلم ير منه المواطنون سوى جهنم الحمراء، حيث افتتح حكومته بالزيادة في أسعار المحروقات وجاء هذه السنة بقانون مالية كله ضرائب. ورغم ذلك فبنكيران مطمئن لأن صناديق الاقتراع هي التي جاءت به، ناسيا أن الثورة ضد صناديق الاقتراع مباحة سياسيا ولن يترك الشعب الحكومة تعبث بمصيره إلى النهاية. الربيع العربي "مازال كيتسارا"، ويقدر ترشق ليه ويرجع للإطاحة ببنكيران.