فرح الفاسي ممثلة مغربية سينمائية واعدة « ذات إطلالة جميلة ووجه بشوش أهلها لدور البطولة في أول أعمالها السينمائية في فيلم « زمن الرفاق « للمخرج المغربي المعروف محمد الشريف الطريبق، الذي يتعرض لأجواء الحركة الطلابية التي شهدها المغرب في التسعينيات من خلال الغوص في أعماق الجامعة المغربية المزدحمة بالتحولات الكبرى، وكان هذا الفيلم قد عرض أخيرا في أفلام المسابقة الرسمية الروائية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي بأبي ظبي، كما حاز على جائزة أحسن سيناريو في مهرجان سان سيباستيان بإسبانيا. وللحديث عن هذه المشاركة والفيلم والسينما المغربية، التقت «العلم» بالممثلة الجميلة فرح الفاسي، وكان هذا الحوار: كيف وقع اكتشافك لأول مرة من قبل المخرج محمد الشريف الطريبق وإسناده لك مباشرة دور « رحيل» بطلة فيلم « زمن الرفاق «؟ > قبل ذلك، دعني أقول لك إنني منذ نعومة أظافري وأنا مولعة بالتمثيل، كانت لي مشاركات مسرحية، وأحببت دائما الرقص، علاوة على كون مشاهداتي للعديد من الأفلام السينمائية جعلتني أحلم بأن أصبح نجمة سينمائية. بيد أن هذه الرغبة اختفت لمدة طويلة حتى دعاني أحد الأصدقاء لخوض غمار التمثيل في السينما، والحقيقة أنني لم أكن ساعتها أفكر في التمثيل، وعندما شاهدني المخرج محمد الشريف الطريبق عرض علي التمثيل في الفيلم، وبعد خوضي لتداريب رشحني مباشرة لدور البطولة بعدما ظننت أنه سيختارني لأداء دور كومبارس في الفيلم، فلقد أعجبه تمثيلي، وهذا غير في الواقع مسار حياتي برمتها. هل بوسعك أن تحكي لقراء جريدة العلم تفاصيل هذه التجربة السينمائية والفنية التي خضت غمارها، مع العلم أنه لم يسبق لك أن واجهت كاميرا سينمائية في حياتك؟ > إنها، في الواقع تجربة جميلة، حلوة. إنها، باختصار، تجربة سينمائية استفدت منها كثيرا، خاصة أن محمد الشريف الطريبق كان يتعامل معنا كصديق، وليس كمخرج، حيث كان يتركنا كممثلين نتصرف على راحتنا من غير تدخلات كبيرة وجذرية، ما جعل العمل معه ممتعا، وذلك للجو الذي نتج عن مساحة الحرية التي تعامل بها منذ البداية. كيف عشت وعايشت دور « رحيل» في فيلم « زمن الرفاق»؟ هلا حدثتنا عن دورك تحديدا؟ > في البداية شعرت بخوف شديد من الوقوف أمام الكاميرا، وفي أول يوم تصوير لم أذق طعم النوم، لكن هذا الخوف تلاشى تماما بعد أول مشهد. أما بخصوص دوري في الفيلم، فهو دور « رحيل» فتاة جميلة ثرية يتنازع حبها ثلاثة شبان، أحدهما صديق الدراسة، والآخر ابن الخال، والثالث بطل الفيلم وهو محسوب على المناضلين، وتتعامل مع الناس ببساطة وتتجنب أن تظهر ثراءها، وكانت تميل بشكل غير مباشر للشباب المناضلين في الكلية والعمل على مساعدة بطل الفيلم ( أدى دوره الممثل المغربي الشفشاوني محمد عسو) بإمكانياتها المادية. ماهي نظرتك، كممثلة واعدة من السينما المغربية في الوقت الحالي، وما موقفك منها؟ > السينما المغربية في تطور مستمر في الآونة الأخيرة. وآمل أن يتحول الإنتاج السينمائي المغربي من 10 أفلام إلى 100 فيلم في السنة لننافس الأفلام السينمائية العالمية. والحقيقة أن السينما المغربية مثلت وتمثل وطننا في مجموعة من المهرجانات السينمائية العالمية بفضل الإبداع السينمائي والقيمة الفنية التي تحتويها هذه الأفلام. لكن يبقى مع ذلك أن عدم انتشار السينما المغربية خارج حدودها، في اعتقادي الشخصي، ربما يرجع إلى الصعوبة النسبية للهجة المغربية قياسا لباقي اللهجات العربية، وإن كنت آمل في عصر الفضائيات أن ينتشر الفن المغربي والأعمال السينمائية والدرامية المغربية بشكل يتناسب مع الإمكانيات الثقافية والحضارية للمغرب. هل ثمة مشروعات سينمائية جديد بالنسبة لك بعد « زمن الرفاق»؟ وماهي أحلامك وأنت ترسمين بثبات خطوتك الأولى في عالم الفن السابع؟ > ثمة تفكير لعمل جزء ثاني لفيلم « زمن الرفاق»، بالإضافة لعمل فني استعراضي، بالتعاون مع المخرج محمد الشريف الطريبق، الذي أتاح لي فرصة العمل السينمائي لأول مرة من خلال هذا الفيلم، والذي أعتبره تغييرا جوهريا في حياتي.