ثمة حدثان بارزان استجدا خلال الأيام القليلة الماضية يستدعيان التوقف عندهما، فالحدث الأول يكمن في القرار الذي اتخذته حكومة بنكيران، ويقضي بفرنسة الباكالوريا المغربية، بما يعني تمكين الفرانكوفونية من القبض برقبة تعليمنا، ولسنا في حاجة إلى الدخول في تفاصيل هذا الحدث الذي يكتسي على كل حال خطورة كبيرة، لأننا لأول مرة نسمع في التاريخ الحديث للبشرية حكومة تضع شهادة تعليمية سيادية رهن إشارة وتصرف شهادة تعليمية أجنبية. أما القرار الثاني فهو قرار حكومة بنكيران تخفيض أصوات مكبرات الصوت خلال آذان الصبح، والتهليل، وبغض النظر عن الموقف من هذا القرار، إلا أن توقيت اتخاذه، والإعلان عنه يطرح علامات استفهام عريضة جدا. القراران معا يرتبطان بقضية اسمها هوية المغاربة، وهنا يجب أن نستحضر المواقف المتشددة لبنكيران وعشيرته السياسية والدعوية من مجمل القضايا المرتبطة بالهوية الوطنية، ومع كل هذا الرصيد الهائل من التشدد فإن حكومة بنكيران لا ترى ضررا ولا حرجا في اتخاذ ما اتخذته من قرارات ترتبط بعمق الهوية، وشخصيا لست من الذين يعطون أية أهمية لردود الفعل الغاضبة من داخل حزب العدالة والتنمية، لأنها إما تندرج في حرية التعبير التي يجب أن تحفظ للجميع، وإما أن الأمر يتعلق بتوزيع للأدوار وفي كلتا الحالتين ليس لردود الفعل هذه أية أهمية ولا تأثير. يسود اعتقاد الآن وبحكم ما مضى من تجارب لحد الآن أن بنكيران ورفاقه وعشيرته السياسية يتمتعون بقدرة عالية على المجاراة والمهادنة ، وإن تطلب الأمر التنازل عما هو ثابت فيما يتعلق بمواقف الحزب والجماعة الدعوية، يحدث هذا في ظروف عادية جدا، ماذا لو كان الأمر يتعلق بتعديل جوهري في الدستور مثلا؟ الله يحفظ والسلام.