أوضح عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل ل"فبراير.كوم"، بخصوص قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي يدعو المؤذنين إلى تخفيض صوت أذان وصلاة الفجر تجنبا للإزعاج، أنه "منذ حوالي أربعين سنة كنت قد كتبت مقالا حول الموضوع بعنوان "أسكتوا أبواق الفجر ودعو الناس في عفو الله"، مبرزا أن صلاة الفجر لا تجب على الجميع لأن هناك الأطفال الصغار والمرضى، قبل أن يضيف زن الذي يريد أن يصلي صلاة للفجر فإنه سيقوم بذلك تلقائيا. وفي السياق نفسه اعتبر الزمزمي أن قرار وزارة الأوقاف والشؤون أعلاه، قرار معقول وليس فيه حرج من الناحية الشرعية.
وأضاف الزمزمي أن هذه الواقعة حدثت في فترة تولي الشيخ محمد الشعراوي وزير الأوقاف في مصر، حيث أسكت أبواق آذان الفجر نهائيا، وقامت عليه ضجة من قبل الإخوان المسلمين ووقع الصراع بينهما، لكن رد عليهم الشعراوي أنه "منذ ثلاثين سنة وهو يصلي الصبح في الأزهر ولم يزد العدد عن صف واحد رغم الأبواق وبالتالي أسكت الأبواق لأجل هذا، لأن الأبواق لا تؤثر في الناس".
وبخصوص موقف حزب العدالة والتنمية من قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القاضي بتخفيض صوت تهليل وآذان الفجر، أفاد الزمزمي أن هذا الحزب التزم الحياد في كل المواقف التي كان لا يتفق معها من قبل، إذ قبل أن يتزعم الحكومة كان يعارض المواقف التي يراها مخالفة للشريعة ويصدر فيها بيانات ويتحدث عنها في الجرائد وأحيانا يقوم بتجمعات ووقفات احتجاجية، لكن الآن، يضيف الزمزمي، ولما وصل حزب العدالة والتنمية إلى الحكم لم يعد يتكلم في أي شيء، وهذا علامة على أن الحزب كان فقط يسعى لبلوغ مقاصده، ولما بلغ إلى الحكم "بلع لسانو وسكت على كل شيء".
وكان هذا القرار المُوَقَّع من طرف المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية في الحي الحسني بالدار البيضاء، والذي تدعو من خلاله المؤذنين والمهللين إلى ضبط مكبرات الصوت حسب الحاجة وتخفيضها إلى الحد الأدنى أثناء التهليل وأذان صلاة الفجر، وذلك بسبب توصل المندوبية السالفة الذكر بشكايات من مجموعة من المواطنين خاصة المسنين منهم يشتكون من الازعاج – كان - قد خلف حالة من الاستغراب والسخط.