على منوال المحاولات المتكررة للمهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في وقت سابق لنزوح جماعي نحو مليلية المحتلة، أعيد نفس السيناريو ليلة الخميس / الجمعة من طرف عشرات من اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى المغرب بشكل جماعي هربا من الحروب الدائرة في سوريا. ولمنع هذا التسلل الجماعي، و في خطوة أولى دخل الأمن المغربي حسب ما ورد من أخبار مع المهاجرين الذين فاق عددهم 150 شخصا من بينهم أطفال و نساء في حوار حبي من أجل العدول عن ما هم بصدد الإقدام عليه، إلا أن اللاجئين أصروا على تنفيذ عملية النزوح طمعا في الوصل عند ذويهم بأوروبا. وأمام هذا الإصرار وبعد محاولة المنع، دخل النازحون في اشتباكات مع رجال أمن الحدود الشيء الذي مكن بعضهم من التسلل ليجدوا أمن مليلية لهم بالمرصاد حيث دخلوا معهم في مشاداة و اشتباكات وصلت إلى استعمال الرصاص المطاطي... و بعد ساعات من الأخذ و الرد حسب ذات المصادر لم يجد اللاجئون السوريون سوى العودة من جديد إلى مدينة الناظور التي تبعد بحوالي 15 كلم عن مليلية المحتلة ليلتجئوا إلى قضاء لياليهم في فنادق أو كراء منازل بسيطة للسكن الجماعي. و حسب المعطيات المتوفرة فإن السوريين الذين دخلوا إلى المغرب عبر التراب الجزائري منهم عن طواعية و منهم بعد ترحيلهم من طرف المسؤولين الجزائريين و الذين اختار أغلبهم الاستقرار في عدد من المدن بالمنطقة الشرقية ( وجدة، بركان و الناظور ) يعتمدون على الأعمال البسيطة التي يقومون بها مقابل أجور يومية أو التسول في الساحات العمومية و أمام المساجد من أجل كسب رمق عيشهم. و حسب بعض الروايات فأن بعض السوريين يعمدون إلى استعمال جوازات سفر مغربية مزورة من أجل الدخول إلى مليلية عبر المعبر الحدودي بني بصار ليتم إلقاء القبض عليهم من طرف شرطة الحدود بعد دخولهم في خانة مهاجرين غيرشرعيين و بالتالي الاستفادة من حق الدخول إلى مركز إيواء المهاجرين غير القانونيين. من جهة أخرى، ذكرت مصادر صحفية أن جمعيات حقوقية إسبانية تنتقد حكومة مدريد وكذلك باقي دول الاتحاد الأوروبي لعدم التزامها ومنذ السنة الماضية باستقبال نسبة من اللاجئين السوريين التي كانت قد تعهدت للأمم المتحدة باستقبالهم و خاصة المتواجدون في شمال المغرب وتسهيل نقلهم إلى الضفة الأخرى.